الجزء العاشر

609 17 3
                                    

فى مستشفى الحياه فى إحدى الغرف تنام فريده الذى كتب لها حياه جديده
لا تصدق أنها حقا استردت حريتها لا تصدق أن شيطان حياتها مات أو على الأقل سيموت ...
لا تصدق أنها ستعود لأهلها مره اخرى ....ولكن هل هم بخير.
لتجد باب غرفتها تفتحه سيده بعمر الخمسينات عيناها تلمع بالدموع وشفتها مرتعشتان ...انتفض قلب فريده من السعاده عندما أدركت ملامحها فهى ليست إلا أمها
لقد توصلت القيادات لأهلها بعد أن دل فهد أنها كانت مخطوفه كنور لتأتى والدتها إليها
دخلت امل والدة فريده الحجره وعيونها لا تصدق أن ابنتها حيه توجهت لها بخطوات مهتزه ....
هل هى حقا ابنتها ...لقد كبرت ملامحها لقد أصبحت غايه فى الجمال ولكن عيونها بها حزن العالم ....هل هى بخير ...هل هى مازالت الفتاه الهاشه الرقيقه ...ايا كانت فهى ابنتها
اقتربت امها منها وبدأت الدموع بالنزول من عيناها بلا هوادة مدت امل يدها لتلمس وجهه فريده ثم احتضنتها وكان بكائها أشبه بصراخ مكتوم كم افتقدت صغيرتها ....كم افتقدت عيونها الجميله لن تصدق أنها اخيرا أمامها لقد كانت تشعر دائما أنها لم تمت ولكنها لم تتخيل انها وقعت فى يد جماعه ارهابيه.
ايا كان الاهم الان أنها معها وفى حضنها مجددا
أما فريده فلقد كانت تشعر أنه خارجه من إحدى القبور لتوها لا تستطيع أن تتخيل انها تحررت من موت أبدى على يد هذا المدعو أبو عتمان لتعود للحياه مجددا وترى امها ولكن لما إبيها لم ياتى هل اصابه مكروه ....
وكان والدتها تشعر بسؤالها الذى لم تنطقه لتتكلم من وسط بكائها
امل.وحشيتنى اوى يابنتى ياريت ابوكى كان عايش وشافك تانى
هكذا إذن فهو مات ...أغمضت فريده عيناها بألم كانت تتمنى ان تراه ولو للمره الاخيره ولكن أقل الإيمان هى رأت أمها الان لقد كانت كل ما تتمناه لمدة عشره سنوات أن ترى فقط وجه ابيها وامها .
كانت الاحضان لا تعوض ابدا عمر كامل تم اختطافه ولكن تعطى القليل من الامان الان .
تكلموا كثيرا وان كتب أحد ورائهم ما قيل فى جلستهم لانتهى حبر اقلام العالم.
مر الوقت وعادت امها لمنزلها لتعود تانى يوم لتاخذها لبيتهم
نزلوا معا لتجد سياره منتظره وينزل منها زوجة عمها
لتحتضنها وتخبرها بمرض عمها مما جعله لا يستطيع أن يتحرك من سريره ولكنها منتظر رؤيتها لتجد أحدهم يظهر من خلفها أنه نبيل ابن عمها ....كانت عيونه هادئه كما كانت دائما وجهه مبيتسم ومد يده لها
نبيل .حمد الله على السلامه يافريده
مدت يدها لتلمس يديه لتتذكر كل مااختطف منها من مشاعر
فريده.الله يسلمك
عادوا معا لمنازلهم لتدخل من باب العماره الذى تمتلكها عائلتها لتجد الدموع طريقها على وجنتيها بلا هوادة كانت أول من يدخل لتبدء بصعود سلالم المنزل وكأنها تدخل فى موجه من الذكريات لبحر هاج فجأة.
تتذكر ضفائر شعرها وفساتينها الجميله التى كانت ترتديها وهى تقفز وتجرى على السلالم ويجرى ورائها نبيل عندما تاخذ إحدى اشيائه ،ثم تصعد القليل من السلالم وتتذكر اختبائها فى الدور الاول وانتظارها لنبيل وهو يعود من كليته كانت فى اخر سنه دراسيه فى الثانويه العامه كانت تذاكر باجتهاد لتلتحق بكليه الطب مثله فقط لتبقى معه لفت لتنظر خلفها لتجده ينظر لعيونها وكأنه يتذكر معها تلك الذكريات الرائعه .....
لفت واغمضت عيناها ووقفت لتتقدمها امها وتمسك بيدها ليصعدون سويا لبيتها...
لقد أغمضت عيناها وشعرت بقهر القدر لها ،القدر الذى اختطف أحلامها وطفولتها وحبها ودفنت حيه فى قبر ابو عتمان .
فاقت على صوت زغاريد من زوجة عمها لتهلها بعودتها ..
دخلت بيت عمها اولا لتراه ...هذا العم الحنون الذى بمجرد أن رأته جرت فى اتجاهه لتحتضنه ملامح وجهه نفس ملامح وجه ابيها كانت عيون عمها دامعه تمنى أن يكون أخيه موجود الان
جمال .حمد الله على السلامه يابنتى ..
كانت كلمات عمها قليله لمرضه ولكن تأثره والسعاده الممزوجة بالدموع تعوض اى كلمات..
عادت لتدخل منزلها وآه من كم المشاعر التى كانت بداخلها...
مزيج لا يهان به من المشاعر ...مشاعر المراهقه التى اختطفت منها مشاعر الاشتياق لأبيها مشاعر لسعادتها بوجود امها بجانبها مشاعر افتقاد لنومها فى حجرتها ....
دخلت لتجد كل شئ فى حجرتها كما كانت كما تركتها وجدت اقلامها منذ عشرة سنوات ،كتبها، اوراقها
لتنزل دموعها على أحلامها التى باتت رماد من حريق إشعله الاوغاد فى حياتها .
كل ماتمنته الان أن تنام على سريرها وبالفعل تركتها والدتها بعد أن كان هناك سعاده من الجميع لتتمدد بملابسها التى احضرتها والدتها لها فى المستشفى واغمضت عيناها لتنام وتتمنى أن تستيقظ لتجد نفسها عادت بالزمن لتخرج من كابوس وتكمل حياتها التى فقدتها.
عاد فهد لمنزله يشعر بغضب عارم، لما كان استقبالها له بهذا الشكل ؟
لما تنظر له بعتاب ؟
لما لم تقف حتى لتشكره عن ما فعله معها ؟..
فى حقيقه الامر هو لا ينتظر منها شكر هو ينتظر منها نفس المشاعر الذى بداخله ينتظر منها فقط نظرت حب ينتظر أن يأخذها فى حضنه ولكنها خذلته بمقابلته له
كان التساؤل الاهم الان هل هذا الوسيم المدعو أحمد يحبها أو يتبادلون الحب ؟
لقد راى بينهم نظرات تدل على المحبه ولكن الى اى مدى لن يستطيع أن يدرك
يجب أن يذهب لها مره اخرى ولكن سيتكلم معها ...اى حماقه هو فيها الان أنها زوجته ولكن هل ستعترف نور بهذا الزواج؟
هل هذا الوسيم هو مرتبط بها ؟
ماذا سيفعل إذا أدرك هذا المدعو أحمد أنها زوجته وأنه لن يتنازل عنها؟
عاد ليتسأل هل سيحبرها على حبه من المؤكد أنه لن يفعل فهى ليست من شيماته.
أما عند نور فلقد لعنت نفسها لما لم تقفذ لتحتضنه وتمتلك العالم كما امتلكته قبلا بحضنه وسط النيران
لعنت نفسها لما لم تسمعه، لما لم تعطيه فرصه لتسمع ما لديه، لما لم تشكره حتى.
احمد.نور عملتى كدا ليه ممكن تردى عليا
نور.مقدرتش اواجهه حسيت انى عايزه اهرب منه خصوصا انى حسيت انى كنت مجرد بطوله لا اكتر ولا اقل،كلامه بيرن فى عقلى أنه عمل الواجب لا اكتر ولا اقل
احمد .نور انا بقولك أنه بيحبك نظرته لما شافنى مقرب منك نظرة واحد بيغير
نور.انت لو كنت شفت عينيه فيها ايه وهى فى عينى حسيت أنه هيقتلنى ...
احمد .لانه ببساطه افتكر أن بينى وبينك حاجه
نور .مش عارفه يااحمد ...مش عارفه اعمل ايه
احمد.متعمليش انا واثق أنه هيرجع
نور ...
احمد .قولى لى بقى عايز اعرف كل حاجه عن صاحبتك الصغيره
نور.عايز تعرف ايه
حكت له كل شئ ما يخص كليتها ومواعيد محاضراتها وأخذ رقم هاتفها من نور أيضا
كانت نور تثق فى ابن عمها أنه لن يؤذى صديقتها.
وبالفعل مر الليل على الجميع ليستيقظ احمد ليرتدى ملابسه ولكنه لم يذهب لعمله بل سيذهب لكلية هذه الجميله الصغيره التى خطفت عقله من اول لقاء وهو متاكد انها سستسرق قلبه.
دخلت ماجى اول محاضراتها لتجد رقم يرن على هاتفها عدة مرات ولكنها لم تجيب لتجد رساله من مجهول "اطلعى من المحاضره حالا روحى على الكافتيريا بدل ماهدخل المحاضره وهستاذن من الدكتور أنى اكلمك وسط المحاضره وساعتها اوعدك أن شكلك وسط زمايلك مش هيكون احسن حاجه"
شعرت بالهلع من صاحب هذا الرساله فأستاذنت بالفعل وغاادرت القاعه وذهب للكافتيريا لا تعلم من هو الاحمق صاحب هذه الرساله لتجلس على إحدى التربيزات لتجد أحدهم يتكلم من خلفها
احمد .هو انتى بتسمعى كلام اى حد كدا حتى لو متعرفيش مين هو ..ولا الصغير خاف
لتقف منتفضه أنه صوت ابن عم نور لتلف تجده هو

فخ الفهدWhere stories live. Discover now