ربيعٌ مُثلج|03

201 26 56
                                    

تاهت في تفاصيل وجهه، وسهت عن الرد عليه.

" اخبريني الحقّ رجاءًا "

أزدردت لُعابها ونطقت.

" أنا سرقتها، لكن صدقني كنت أنوي أعادتها إليه بعد أن أشتري شيئًا لي فكما ترى.. "

طأطأت رأسها خجلًا ثم قالت:

" أنا مُتشرّدة "

" كونكِ مُتشرّدة لا يعني بأنّكِ غير نظيفة، ولستِ غير صالحة، أنتِ وردة يافعة، لا يزال الطريق امامكِ طويلًا لتصنعِ من نفسكِ أنثى راقية.

طريقة ارتدائكِ للملابس مُناسبة جدًا، لذا احرصي على عدم قولكِ مُتشرّدة مُجددًا، لديكِ فرص عملٍ كثير صدقيني، ولا تسأليني كيف اصبحت بهذا اللطف لأنّي حقًا لا أعرف."

" لن اسأل، لكن كلامك اعجبني، سأحرص على التغيير للأفضل "

قاطعهما الضخم قائلًا:

" ومحفظتي! "

" هاه، تفضّل يُمكنك أخذها، لن احتاجها مرة أخرى "

" فتاة غبية! "

ابعدت قدمها عن التُراب وأرجعتها إلى الخلف، خوفًا من أن ينظر إليها ويُغير نظرته عنها، قلبها خفق إليه منذُ أن أتخذت من ظهره سِتارًا يحميها، منذُ أن تلامست يديها بيديه وكأنّه خُلق لها. قلبها ‏مُتخبط، مُضطرب، وأبله. كأنّه يتنفس من ثقب أبره.

خوفها الوحيد كان هو الرفض، فهو رجل قد ‏تحلّى بعقل يتقبّل أيّ شيء وقلب لا يتعلّق بأيّ شيء.

" منزلكِ أين؟ دعيني أوصلكِ إليه. "

" لا امتلك واحدًا، تربيت في الشارع من بعد وفاة والدايّ وملابسي الّتي وقعت في حبّها أنت، ما هي ألا كومةِ قُمامة وكلّ شيء فيّ قادمٌ من الشارع، حتّى الشريط الّذي يلتف حول قدمايّ. "

عدسّة عينيها كانت تلمع، ولمعانها حزين، وكأنّها رأت أحد والديها يطوفان حولها وبكت عليهما.  تقرب منها الآخر ورفع يديه يحاول لمسها ألّا وكرامته سحبته إلى الخلف، الحزن الّذي يقبع في عينيها من أعدائه، ولن يكون قادرًا على إقامة الحرب داخلهما لإزالة الحُزن منها. يقولون بأنّها مخلوقة من طين ولكنّه عاجز عن التصدّيق.

أزاح جسده منها وغادر المكان، كان مُستحيلًا عليه أن يتجاهل شخصًا خلق فيه رجفّة قلب لأول مرّة. وفعلها رغمًا عن ذلك. خلّف جسده في البار وقبع يحتفل، الألهام الّذي عاد إليه من بعد أشهر يستحق أن يرمي روحه في البار ويحتسي الشراب لأجله طوال الليل.

" هل يُمكنني الجلوس معك أيّها الوسيم؟ "

رمش بيكهيون مُتعجبًا

" وهل تأخذين الأذن؟ "

" بالتأكيد، فمن سيسمح لنفسه في الجلوس معك دون أخذ الأذن؟ "

فوضى | ما خطّه نبضيOnde histórias criam vida. Descubra agora