قُبلة جهنّم|05

99 16 10
                                    

استوعبت حديثه الحاد وكّدت على رفضه مرتين، تُرى ما سيحصل لو رفضته مرة ثالثة؟

" لا يُمكنني ذلك "

صكّ اسنانه غاضبًا، بيون بيكهيون رُدّ ثلاث مرات في غضون ساعة واحِدة فقط. كانا يتناوَبان، كُلَّما غَضَّ بصرَه؛ نظرَت هِي.

" حسنًا، عودي من حيث اتيتِ ولا تلوميني إذا تعرضتِ لقطاع طُرق "

" سنين وأنا اجلس بينهم كيف سيقاطعوني؟ "

تحيّر من جوابها السريع وبقى يُراقب ملامحها، وكأنه يريد ثباتًا منها لا يغيره الزمن. كلّ تلك الرقّة المفرطة
الّتي تُحيط بأطراف‏ وجهها وطريقة حديثها وإبتساماتها وضحكاتها كثيرة؛ كثيرة جدًّا على قلبٍ واحد.

غادر البُقعة الّتي مكث بها طويلًا وعينيه لا تكدّ من النظر إليها. سارت باقدامِها الحافية وعادت من حيث أتت، اُستقبلت بحفاوة وتلقّنت درسًا لن تنساه في حياتها.

" عدتِ إلى البيت غائِرة لا نقود ولا طعام ورحبتُ بكِ بالطرد."

ما عادت تشعر بشيء وقتما طردها فبدا وكأنه روتينًا عليها التعوّد عليه. يعبثُ بمشاعرها مراراً وهو على اتمّ الثقة بأنها عائدة في كل مرّة، ستفجعه ذات يوم ولا تعود إليه.

" نسيت التودّد إلى الناس وركّزت على ورقةٍ رابحه، أن صبرت قليلًا عليّ سأسكبُ المال عليك كأنه نهرٍ جاري. "

نظر إليها بتعالٍ وتقرب منها ساخِرًا

" انتِ اجتمعتي بورقة رابحه!

تشه! قد افكر بموعد موتكِ وموعد طردكِ من هذا الزقاق ولن افكر بارتباطكِ مع رجلٍ ثري. "

" قد تراني مُتشردة وبلا مأوى لكني املك مشاعر وروحًا تحب فلا تحكم على الكِتاب من غلافه. "

امسك بفستانها وسحبها خارج بيته

" لا تعودي إلى هنا إلّا وبيديكِ كيسٌ من الذهب."

توسعت عينيها من طمعه، لم تتصوّر وصوله إلى هذهِ المرحلة لطالما كان المُقرب لها ومن كان يعتني بها في عصرِ والده الطمّاع، لم تعتقد أنه سيتخطى حاجز والده ويصل إلى تلك المرحلة من الدناءة. صدق القائل بأن هناك لحظة ما لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها ابداً، اتخذت قرارًا خاطئًا يومها ندمت عليه حياة بأكملها.

بقت وحدها في الشارع والبرد يأكُل جسدها، آهات صغيرة تخرج من ثغرها كلّما داعب الهواء سفوح قدميها، تمنت لو رضت بعرضهِ وركبت معه السيارة لكانت قد حظت ببعض الدفئ على الأقل. تسيرُ في أزقةٍ مُظلمه وعينيها لا تبصرُ سواه، ابتسامة طفيفة رُسمت على محياها وبخجلٍ ضئيل أدارت يدها إلى ضهرها وقالت:

"غباء منكِ أن تكونِ حزينة بسبب شخص يعيش حياته بكل سعادة.

هذا الحُزن حادّ جدًا، كيفما تحركتُ جرحنيّ."

فوضى | ما خطّه نبضيWhere stories live. Discover now