فوضى في داخلي|11

116 13 26
                                    

إِنصرفت الساعات وضاعت هباءًا منثورًا ولم يدرك الأثنان ما وقع، إذ كِلاهُما مشغولًا بالآخر، بيكهيون يُساهِم بنَزع رداء الجزع عن فُؤاده المُتنكّر بهيئتِها وميني تُجاوره لِتتمسّك به ولا توّد التخلّي عنه.

" اضعنا الكثير مِن الوقت واظن علينا العودة إلى العمل، ضحكنا ورقصنا وتشاورنا كثيرًا، لذا وجِب علينا استعادة طاقتنا والبدأ من محطتِنا المتوقفة. "

" حسنًا، ما درسي لليوم؟ "

أراح بيكهيون جسده على الكرسي وفَرد أصابعه على طول شعره قائلًا:
" أممم، دعيني أرى؛ تمرنا على المشي المُستقيم ولا أرى أيّ تطورٍ بكِ، لن يُشكل تهديدًا قويًا علينا، سأحرص على ظهوركِ بأحسن طلّةٍ. "

نهض مِن الكُرسي ورَسخ جسده أمامها يُكمل:

" جميع التصاميم تنتظر مقاس جسدكِ. "

نظر إلى خصرها مُضطربًا.

" أين خُصركِ أنا لا أراه، كم مقاسه؟ "

تعثرت الحروف في جوفِها، ما سمعته سيّء وليس حَسنًا مِن جانبها، قد يضطرّ لاستبدالِها في أيّ وقت دون أن تُعلّل سببًا.

" نحيفة جدًا، يجب علينا التركيز في تصميم الملابس لكِ فجسدكِ صغير لا يمكنكِ ارتداء أيّ شيء يقع أمامكِ، سأُنادي خياطيّ الخاص، ابقي هُنا سأعود في لحظات. "

بقت ثابِته في مكانها تنتظر برُوز جسده مِن خلف الباب، طَافت الغُرفة قلِقة، ما أن سمعت صوته اقترب من حيّز الباب ناضلت إليها وتشبّثت بزُجاجِها، تلفتت ذات اليمين وذات الشمال على أمل أن تستقبله. رحّل جسده عنها فخاب ظنِها. نبضُ قلبها يئن في فترة غيابه، ألا يشعر؟

" مرّ اسبوع على معرفتي لبيكهيون، خِلال هذا الأسبوع تعلمت كيف أحبّه، أحسّه قريني. اصبحت بشريّة بفضله، لم أفسر سبب وقوعي له، بل فسرت كيف ومتى وقعت في حبّه؟ هو ليس لي،
في هذهِ الدنيا كلنا سنلتقي بشخص لا تنساه الذاكرة،
و العجيب أنه لن يكون لنا. اعجبت به، كانت به جميع المواصفات الّتي ناقشها قلبي لعقلي، قد كان أنا في مكان آخر، أعيش معه حياة مُختلفة، لن اقدر على الأقتراب منه أو الابتعاد. تمضي الأيام واتمنى أن أجد سببًا لكرهه ولا أجد! اخشى أن اتعلق به وأنا فعلتها حقًا، أحيانًا أظنه لي، لكني اقبضُ روحي بتنهيدةِ ألم وأقول هو ليس لي. "

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 07, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فوضى | ما خطّه نبضيWhere stories live. Discover now