المُرّ الخاضِع|08

70 17 28
                                    


عاطِفة بيكهيون جذبت الرعّب إليه، حيطه مِن المُستقبل أزاح جسدها عنه.

" أُخرجي مِن مكتبي ووطّدي جسدكِ عند السكرتير وخُذي بعض التعليماتِ منه حتّى نتمُّ العرض بأسرع وقتٍ مُمكن، لا تُريني وجهكِ إلى الليل حينها سنرى ماذا نفعل لكِ وبعدها عُودي إلى البيت. "

شابكت اصابِعها عقب فوضى حفّزت حُزنها على التبسط فوق محياها واردفت:

" مِن الضروري أن اقول لك، لا منزلٍ لي وإنّما سأقضي الليل برفقةِ بعض الحشراتِ والقطّط الضالّةِ، لذا لا بأس أن يرقّد جسدي هُنا معك حتّى أواخر الليل. "

بلع بيكهيون جوفهِ والتف يُلصق جسده بجدارِ الكُرسي وتأهّب للحديث فلاقى الصمت عائق في طريقه. حَرّر رقبتهِ والتف ينظر في الأرجاء، لا أثر لجسدها فلا عجب من الصمت الّذي تلقّفه قبل حين. عَلّى حاجبيه معًا والتّف حول نفسه حينها دخلت عليه الأُخرى عليلة.

" بيون عاجز هيون! متى تطلُّ علينا مجموعتك الشتويّة؟ "

" حرفيًا تجاوزتي الحدود الّتي رُسمت بيننا، لا زلتُ سيدكِ هُنا وأنتِ تابِعة للشركة!
بسق كلام كهذا يعد جريمة بحدِّ ذاتِها لمكانتي، أن سمعتكِ تلفّظين شيئًا كهذا مرة ثانية حتّى وأن كان همس سيكون الفقر حليفكِ وحليف الشرِكة الّتي تخدمين بها."

ادارت وجهها إلى الجهّةِ الثانية واردفت:

" لا يهم، عليك الإسراع في إطلاق مجموعتك الشتويّة لم يتبقى سوه ستّةِ أيام على العرض. "

" ما خطبكِ، لم تهتمين بي رغم أنّي أنافس شركتكِ؟ "

" دون سبب فقط تابع عملك واهتم بتصمّيمك ولا تفّرط في تعاملك معها، لا تُعلّي من شأنها وهي لا تساوي اصبع واحد منك. "

دفع الكُرسي وصرح عاليًا.

" تعاليت عليها صحيح وتعاظمت على ما أملك، لكني نسيت أن اذكر لها بأنّ العُظمة والتكبّر نتج عن خيبةٍ كبيرةٍ ضربت قلبي فقضى نحبه.
وهي إذ رأيت حُسنها وهي تبتسم، قُلت ربي أغفر لعيناي إن ثَمُلت ."

اعتقل لسانُها فألحّت في النظر إليه وشرعت للرحيل.

" تحسّرت عليك وأنا اعرف أنّ حسرتي ستُلاقي المنيّة، لا رجا منك ولا رأفة وانتظاري لك سيرقدُ في العتمة حتّى يحين وقت البهاء."

غادرت مكتبه وتركت عقله يطوف بين طيّاش افكاره، كُلما هجر التفكير بِها إختلطت به وكأنّها تُطارد قلبًا لا يخصها وتتفاوض على العودةِ لصدره. أنها هزيمة قلبِه الأولى، والأغنية المرسُوخة بذاكِرته، وأول حُبٍّ بَكاه.

‏"لا بأس فأنا لم أكُن بخير في كل الأحوال."

ركد على الكُرسي وثبت عقله في المشروع، رام إلى أنهاءه والمضي في تجربة ميني للأزياء وتعليمها بعض الدروس. في حلول الليل، قام بيكهيون وغادر المكتب باحثًا عن ميني، المكان خالي من الأرواح فعلم أن الوقت مُتأخر ولم يبقى سِواهما داخل سجن الشركة.

فوضى | ما خطّه نبضيWhere stories live. Discover now