غفوة|04

155 24 6
                                    

تفرقع حلمها مُتبعثرًا في الأرجاء، حالما ولج صوته إلى مسامعها هاتفًا:

" لا يهمني المظهر، أنتِ لو رأى جسدكِ بائع الورد لتفقد سلّته."

ضحكت على حلمها الفاشل، وتوردت خدودِها خجلًا مِّما أجبرت الموظفين على انزل رؤوسهم مُتعجبين، لأول مرة في حياة هذهِ الشركة، صارت تعجُّ بالحبّ والرومانسية معًا.

من دافع الفضول سألها:

" كيف عرفت اسمي ومكان عملي؟ "

رفعت رأسها إليه وهمست:

" جُلت الشوارع ابحث عن المدعو ببيون بيكهيون فأن تذكر انت ذكرت أُسمك لي ليلة أمس، قلت لهم أنّك  تشبه اعواد الكبريت، ذو شعر اسود كحُطام منزل مُحترق، منهم من عرف هويتك ومنهم من تجاهل الوصف وغادر دون كلام"

رمش عدة مرات وضحك بتهتّك

" جديًا! من الوصف تخيلت نفسي وحشًا،
ما اسمكِ؟ "

" ميني، ميني نيتشا"

مدت يديها إليه ظنًا إنه سيصافحها وإذ به يتجاهل كفها.

" ما سبب تواجدكِ هُنا؟ "

انزلت يديّها إلى جانب فخذيّها وحكت:

" كان من اللطيف أن أشكرك على ما فعلته لي قبل مُدة.."

قاطعها ساخرًا:

" وكأنّني مُهتم، أنا حتّى لم أقم بفعل شيء سوا منعكِ من السرقة!"

حكّت مؤخرة رأسها ثم خبأت يديها خلف ظهرها.

" لا بأس سأخرج إذ كان وجودي معك يُزعجك."

" سأتحملكِ بِما أن اختياركِ في الملابس يُعجبني،
لكن خُذي حذركِ لا تحتّكِ فيّ وقتما أكون منغمسًا في العمل،
وجودكِ سيقتصر فقط على أخذ معلومات الأزياءِ منكِ."

وبهدوء غادر بُقعتهِ، يرى أن رعايةِ شعورها والاهتمام بها ستضيع نفسه، وفي النهاية كِلّا الشعوريّن سيختفي. الخوف عليها بات كالسرطان موجود بداخله ولا يقدر على اخراجه.

" ماذا سنفعل بها سيدي؟ "

وجه بيكهيون نظره إلى السقف ثم تنهد، هذا الحزن لم يكن جزءًا مِن الخطة.

" لا ادري، دعها تعطيكم من خبرتِها وسنرى ماذا سنفعل بها بعد ذلك"

وضع يديه خلف ظهره وقال:

" كيف تعرفت عليها؟
سمعت أنّك أوقفتها عن سرقة أحد ما، هل هي.."

قاطعه عن الحديث صارخًا:

" لا تقم بذكر أيّ شيءٍ عنها خلال العمل، أنّني أبذل جهدًا ذهنيًا هائلًا كلّ ساعة حتّى أمنع نفسي من الانهيار وإفساد كلّ شيء."

فوضى | ما خطّه نبضيWhere stories live. Discover now