خطأٌ فادح

2.1K 101 109
                                    

”لم أملك يومًا وطنًا آمنًا، أو بالتفكير في الأمر، كان هناك واحدٌ ذات يوم. لكنه لم يكن من أجلي. أنا ولدتُ يافعًا، طفلًا في العاشرة، ثم كبُرتُ على ظهور الركائب. وفي كل مكان وصلتُ إليه، احترقت روحي بشكل مختلف. كابدتُ دائمًا حتى أُبقي على ذلك الجزء الذي كان يملك وطنًا ذات مرة. لكنهم في كل مرة، كانوا يكسرون منه قطعة. وفي النهاية، بقيت أنا، ڤارتولو سعد الدين. أريد أخذ انتقامي، وسآخذه

-ڤارتولو

كان طريق الغابة باردًا وفارغًا، وظلام الليل كان يعمل جيدًا كغطاء ثقيل يستر المذنبين والآثمين ويخفيهم عن الأعين.

في هذا الطريق، لا آلات للمراقبة، ولا أجهزة للرصد. أعمدة الإنارة قلّما تعمل. لذا كان مكانًا مثاليًا لأبناء الليل، وكل من يملك عملًا لا يستطيع أن ينجزه إلا تحت الأغطية.

وڤارتولو الذي انتقل حديثًا من أضنة إلى إسطنبول، لم يستطع أن يجد مكانًا أفضل حتى يكون مكان تسليم بضائعه. الرجل كان صانع مخدرات، لذا لم يكن يملك رفاهية الوقوع في الأخطاء. الخطأ الواحد كان كافيًا لوضع رقبته أسفل المقصلة.

كان الوقت قد تعدى الثانية صباحًا تلك الليلة، وكان ڤارتولو قد انتهى للتو من تسليم بضاعة بخمسة ملايين ليرة. العملية مرت بسلام، لكن ڤارتولو كان منزعجًا رغم ذلك ولا يبدو سعيدًا طوال الطريق.

كان وحيدًا في سيارته مع مساعده وذراعه الأيمن -ميدات-، بينما انقسم بقية الرجال على سيارتين، وتفرقوا في الطرقات بعد التسليم.
«ميدات»
تمتم ڤارتولو وهو يرخي رأسه على زجاج النافذة.

«نعم يا أخي»
أجابه ميدات الذي كان يقود السيارة.

«هل وصلتك أخبارٌ من الأولاد الذين يبحثون حول ذك الخنيث؟»
نظر ميدات إلى ڤارتولو لثانية، ثم أعاد نظره إلى الطريق بشيء من القلق.
«ليس بعد يا أخي. الرجل حسب علمنا لم يكن يتواصل مع أحد طوال فترة سجنه، حتى أن زوجته لم تذهب لزيارته أبدًا.»

«عديم الشرف! إنه يعرف أنني خلفه، لذا يحاول أن يخفي جذوره عني»
تمتم ڤارتولو بنبرة باردة، ثم قام بإنزال النافذة ودفع رأسه للخارج سامحًا للهواء البارد أن يخفف غضبه قليلًا.

بقي على هذا الوضع لبعض الوقت، قبل أن يعود للداخل وقال لميدات بهدوء.
«على كل حال. إن ما يمنعه عن الخروج هو شعوره أنه آمن في الداخل. قل للأولاد أن يلعبوا معه بجدية قليلًا.»

هز ميدات رأسه بطاعة.
«حسنًا يا أخي.»
صمت قليلًا، ثم أردف بتردد.
«أخي...»

«قل يا ميدات، ما الأمر؟»
أجاب ڤارتولو ببعض الانزعاج.

«ما رأيك أن نتوقف عند مطعم ما؟»
شذره ڤارتولو بنظرة جانبية، ثم قال بسخرية لم ينتبه لها ميدات.
«لنتوقف يا ميدات، ما رأيك أن نمر على حانة أيضًا، نتشاطر الهموم وما شابه؟»

أغصان شجرة لا تصنعُ بيتًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن