وداع!

2K 69 65
                                    

في المنزل الفسيح والبارد، كان هناك رجليْن يقفان صامتين في مقابلة بعضهما.

كان الرجل الأسمر المدفوع ضد الجدار أكثر استرخاءً أمام الأشقر الذي انتفخت عروق وجهه وبدا مثل بالون على وشك الانفجار.

كان ياماش الذي يسحق ڤارتولو ضد الجدار، وكانت إجابة الأخير ما زالت تطن في أذنه بطريقة مزعجة.

شعر ڤارتولو أن هذه المواجهة كانت أمرًا لا مفرّ منه، أيًا كان ما شعر به نحو الأشقر فلا يجب أن يستمر لفترة أطول.

كان ياماش الآن هو رأس العائلة التي أراد أن يدمرها بشدة، وحتى إذا لم يُرد أذيته فسوف يفعل ذلك عاجلًا أم آجلًا. فلماذا لا يضع خطًا، هنا والآن؟!

«هذا ما كنتُ عليه دائمًا، هذا هو ڤارتولو سعد الدين الحقيقي. الذي رأيته في الحانة لم يكن أكثر من غطاءٍ جيد.»
تمتم ڤارتولو وهو يراقب الرجل الساكن أمامه.

على الجانب الآخر، كان ياماش يشعر بطنين شرير داخل رأسه. الشعور الحارق باندفاع الدم الحارّ إلى دماغه كان مؤلمًا وغير محتمل.

رغم أنه كان مألوفًا مع ذلك الطنين، إلا أنه لم يكن قادرًا على احتوائه هذه المرة!

لقد كان يكافح منذ يومين لابتلاع ما حدث؛ لأنه لم يشأ أن تغرق يده في دماء الآخرين. ولكن حقيقة أن أخيه الأكبر قد تم قتله هكذا بشكل عارض، كان ذلك شيء أكبر من احتماله.

ومع تذكر أنه كان قد وضع الرجل الذي قتله في حياته، وبين ذراعيه! شعر ياماش أنه يفقد اتزانه بالفعل!

«أنت...»
ترك ياماش كتف الرجل ممسكًا برأسه، أراد أن يقول شيئًا. لكن الشعور المروّع بالانسحاق داخل رأسه لم يسعفه!

نظر ڤارتولو إليه في حيرة، قبل أن تتحول حيرته إلى قلق. لقد فكر أن الرجل كان فقط غاضب، ولكن برؤية حالته الآن. بدا وكأن ذلك لم يكن قريبًا من الغضب بأي طريقة!

«ياماش؟»
همس، وانحنى قليلًا في محاولة لإلقاء نظرة فاحصة. لكن الأشقر دفعه بعيدًا.

«لا...تلمسني!»
خرجت كلماته شاحبة، ولكنها مليئة بالغضب.

كان ياماش غاضبًا للغاية لدرجة أنه أراد حقًا أن يسحق رأس ذلك الرجل الواقف أمامه. أراد أن يحرقه ويجعله يعاني بكل طريقة ممكنة. لكن، هناك شعور عميق وقديم كان يمنعه كلما نظر في وجهه. ذلك الشعور الذي يخبره أن الرجل كان مألوفًا.

هذا التناقض جعله عاجزًا للغاية. ومع هذا العجز، شعر ياماش أن جسده بالكامل كان يرتعش.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 31, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أغصان شجرة لا تصنعُ بيتًاWhere stories live. Discover now