تقَارُب

2.3K 85 92
                                    

كان ڤارتولو تلك الليلة صاحيًا على عكس ياماش الذي كان ثملًا قليلًا. لكن كلاهما كانا جامحين للغاية، وما أن تجاوزا باب الشقة حتى أخذا يدفعان بعضهما دفعًا.

الحرارة بينهما كانت مرتفعة جدًا، وكانا يتسابقان حول من سيضع يده على الآخر أولًا.
هذه المرة، لم تكن الرغبة فقط ما يحركهما وإنما الاشتياق. فكل لمسة بينهما كانت مألوفة وتبعث شعورًا يدغدغ روحهما وكأنها كانت مُنتظَرة لدهر كامل.

ألقى ياماش بحقيبة جيتاره على الأريكة أولًا، ثم دفع ڤارتولو نحو الجدار. هو تقريبًا عصره بينه وبين الحائط فيما يتبادلان قبلة جائعة اختلط فيها طعم البيرة بطعم العلكة التي لم يزل أثرها بعد عن لسان ڤارتولو.

كلا الرجلين كانا خشنين وهمجيين نحو بعضهما، وذلك فقط كان يدفعهما نحو السماء أكثر. لم يمانع ياماش حين دفعه ڤارتولو وحاصره على الأرض وراح ينزع ثيابه عن جسده كمفترس ينزع جلد فريسته.

وڤارتولو ترك الآخر يأخذ القيادة ويستكشف جسده عبر شفتيه.
استمرت هذه المقايضة لفترة طويلة، حتى انتهى بهما الحال يلهثان فوق السرير مجددًا.

كانا عارييَن. لذا، بطبيعة الحال. كل ما خطر على بال ڤارتولو بعد أن ذهب سكره، استطاع ياماش أن يراه بوضوح.

هو أيضًا كان خائفًا؛ لأنه يرى أن الرجل ليس رجل العلاقة الواحدة، وخائف لأنه هو أيضًا مثله. وأكثر ما يخشاه أن ذلك الرجل لا يشبه الحياة التي هرب إليها. إنه يبدو لائقًا أكثر بالوسط الذي تركه وهرب دومًا من أي صورة تواجهه به.

«سيد ياماش. أريد أن أسأل شيئًا!»
خرج ڤارتولو فجأة عن صمته. التفت إليه ياماش بتعجب قبل أن ينفجر في الضحك.

عقد ڤارتولو حاجبيه، فتمتم ياماش من بين ضحكاته.
«عذرًا. لكن، ألا تظن أن كلمة سيد ليست لائقة بالوضع الذي نحن فيه؟»

ابتسم ڤارتولو. الرجل معه حق، فليس طبيعيًا أن يكون الشخص بهذا التحفظ مع رجل كان قضيبه في فمه قبل دقائق!.
ومع هذا التخيل، تحولت ابتسامة ڤارتولو إلى ضحكة هو الآخر. ترددت ضحكاتهما في الغرفة لبعض الوقت قبل أن يعود الهدوء من جديد.

«ماذا الذي أردت أن تسأل عنه؟»
أردف ياماش أولًا، ترك ڤارتولو ذراعيه أسفل رأسه وأجابه.
«الأمر فقط أنني أشعر بالفضول؟ فأنا لست مثلك. يعني...»
قطع حديثه بتنهيدة، وهو يشعر بنظرات ياماش عليه.
«يعني؟...»

«ما أعنيه أنا، أن الأمر غريب أن يثق مثلك في مثلي. في العادة لا تكون هناك فرصة لمرة أخرى أبدًا. لا أقصد التقليل من شأن نفسي. لكن...»
حاول ڤارتولو الشرح. لكن ياماش أتم جملته قائلًا.
«كلانا مختلفان»

أغصان شجرة لا تصنعُ بيتًاWhere stories live. Discover now