اسڪريبت {1}

36 5 0
                                    

- إزيك يا ياسين!
خرجت منه الجمله باردة زيه تماماً:
- اهلاً.
- ياسين
- نعم.
- هو أنت بتعاملني كده ليه؟
حط ايديه فجيبوا بنطلون بدلته، وقال ببرود:
- اللي هو إزاي بقىٰ إن شاء الله.
اتوترت شوية، وخرج كلامي متقطع- يـ.. يعني، ا..
- أي هتفضلي تتأتأي كتير كده؟! عاوزاني اعاملك إزاي؟
- م.. ما.. مَفيش.
بصلي من فوق لتحت، مشي وهو بيقول:
- ورايا شغل، بعد أذنك.

هو بجد مش قادره أفهم كان هيحصله إيه لو كلمني من غير ام البرود والقرف اللي هو فيه، أبن نجيب محفوظ هو يعني؟ ولا أبن محمد علي، ده عنده برود إيه تقولش في أسواق بيتباع فيها البرود، المفروض بدل ماهو شغال وتاعب نفسه كده يبيع من بروده شوية يمكن يحس على دمه ويعرف إني بحبه، عيل غتت، الضحكه متعرفش طريق خلقته، أنا إيه اللي رماني الرميه المهببة دي.

إتنهدت، وروحت لسندي الإنسان اللي بَستقوىٰ بيه، الصديق الوحيد اللي دايماً جمبي وفضهري مهما يحصل
معايا وقت ضعفي وخنقتي، فالحلوة والمره معايا دايماً، بيطبطب عَليَّ، إنسان اتحملني كتير أوي، اتحمل زعلي وعصبيتي، طباعي الغريبة، شاف كتير مني للحقيقة ولسه مستحملني، بكنله كل الحب والودّ اللي فالعالم.

دقيت الباب براحه، طبع غير عادتي:
- زين.
رفع حاجبة وبصلي بإستغراب- بتهزري صح؟ من امتي الذوق والأدب ده!!
قعدت على السرير وأنا بحرك ايدي على وشي بتعب وعيطت:
- مضايقة أوي،
شاورت على قلبي وقولت: حاسه وكأن قلبي هيقف، أول مره أكون كده.
- وقف بسرعة وجه قصادي، سند ركبه على الأرض، وهو بيتكلم بخوف كبير عَليَّ:- حصل إيه؟ مالك يا سِـدْرَة..؟
صوت شهقاتي على وأنا بتكلم، فَقام بسرعة وجاب كوباية الميه من على الترابيزة ومد ايده بيها:
- خدي اشربي واهدي.
- اخدت الكوبايه وشربت منها، ومديت ايدي بيها له، حطها مكانها، ورجع اتكلم من تاني:- احكيلي حصل إيه، ياسين اتخانق معاكي.
حركت راسي برفض- لا.
- طب بتعيطي ليه؟
- هو رخم، بيعاملني بأسلوب أنا مش بحبه أبداً، أنا مش خدامه عنده، هيحصله إيه يعني لو عاملني كويس؟! هيموت؟ كارزمته هتقل مثلاً؟
- كل العياط ده عشان كده؟؟
- آه، ولأني مابحبش الأسلوب ده أبداً.
رفع ايديه بوضع الدعاء وبص لفوق وقال:
- يارب جوزهم يارب، مش عشان هي بتحبه لا، عشان أرتاح منها ومن أخويا.
- بتقول إيه؟
- بقول ربنا يهديكم.

عموماً سمعت قال إيه، وقولت أمين فسري مش عشانه لا، عشان أنا مدلوقة فعلاً على كتلة التلج واللي هو أخوه.

- تجي نروح ناكل آيس كريم حلو يشبهلك، ونتمشى على البحر شوية.
- أكيد أكيد مش هرفض يعني.. حيث كده بقىٰ أنا أزعل كل يوم!!
- لا من غير زعل، أنا أصلاً بوديكي دايماً، تنكري ده؟ ها.
- لا طبعاً منكرش.
- لا أنكري بس.
- خلاص بقىٰ أنت هتزلني.
- أرجع ف كلامي تاني، والله أرجع ف كلامي تاني.
- خلاص يا أبيه، زين بيه يا أما بلاش واحد غيره ماينفعناش.
- نظام تثبيت جديد ده ولا إيه.
سيبت كل كلامه وبعدت عن الموضوع خالص وروحت قايله:
- تعرف أخوك ياسين أعمى البصر والصبيرة بجد.
- أخويا ياسين لو سمعك بتقولي عليه كده هينفخك.
شوحت بإيديا:
- ميقدرش يعمل حاجة يابني، ياسين مين والناس نايمين، قال ياسين قال، مين ياسين ده أصلاً، يطلع إيه ياسين ده يا أخويا.
- سِـدْرَة.
- بس اسكت بلا سِـدْرَة، أخوك مقنزح وشايف نفسه على إيه؟ هه، وعجبي.

ندى الحداد. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن