اسڪريبت {8}

4 2 0
                                    

- علفكره الموضوع فيه خيانه اياكِ تروحي.
إلتفت للصوت وقُلت - موضوع إيه معلش.
- ماتروحيش لعائشة النهاردة، خليها يوم تاني أو ابعدي عن البنت دي.
- طب وحضرتك إيه دخلك بالموضوع ده، عائشة صحبتي وأنا أروحلها وقت ما أحب.
قرب مني وحط صباعه على مناخيري وشاله وابتسم :
- لأن بكل بساطة عائشة صحبه لا تؤتمن، هتأذيكِ، ماتروحيش.
- ربعت ايديا واتكلمت :- والله! وأنت بقى يافيلسوف عصرك عرفت منين إنها كده، عالم الغيب يعني أنت ولا عالم الغيب.

عيونه كانت بتطلع شرار، نظراته كفيله تقتلني بجد، حسيته اتجنن، مسك ايدي، مسكته كانت تقيله، ده لايمكن يكون بني آدم أبداً.

سحبني لعنده وقال - بحاول ماتعصبش، بحاول مأذكيش، فَانا ولا هتعصب ولا هأذيكِ، بس لأنك غبيه وهتخسريني فالآخر.
- حاولت اسحب ايدي من ايده ولكن ماقدرتش، مسكته كانت قويه أوي :- سيب ايدي لو سمحت.
- هسيبها بس بشرط واحد.
- إيه هو.
- إن سيبت ايدك ماتروحيش.
- مش مش هروح صدقني.
ضغط على ايدي أكتر - كدابه، خليكي صادقه، مابحبش الكدب، كوني صادقه معايا زي مانا صادق معاكي.
- أنا مش هروح اوعدك بده، بس قولي أنت مين، قصدك إيه بإني هخسرك، عرفت منين إن عائشة حد لا يؤتمن.
- لما تكوني قد وعودك هتلاقيني جمبك، مابحبش أكون جمب حد كداب، خاين مثلاً زي صحبتك كده.
- بس هي مش خاينه، واظبط كلامك أنا مش فهماك.
- وأنا أحب إنك ماتفهمنيش خالص.
- بس أنت...

ماكملتش كلامي والشخص ده اختفى، هو كان بني آدم، إنسان طبيعي ولابس لبس بني آدم عادي جداً وبيتكلم زي الناس عادي، بس اللي استغربته إختفائه ومعرفته بإن عائشة خاينه، وإن غبائي هيخليني أخسره

ماعودتش فاهمه حاجه، ألف سيناريو بيدور فدماغي
ازاي اختفى عادي كده
ازاي هخسره
ازاي عائشة خاينه
كل ده حصل فجأة وانا مش عارفه اعمل إيه، هو ظهرلي منين واختفى راح فين

هو هو مش عفريت اكيد ولا جن.

بسمع كتير عن العوالم التانيه ولكني كنت بطنش، يعني ازاي جن يظهّر على شكل إنسان أو عفريت مثلاً.. ماممكن يكون ده فعلاً، فعلاً.

ماستنتش لحظة وكنت وصلت بيتي من خوفي، دخلت وكنت بقفل الباب وبتعدل عادي جداً
لقيته قدامي بهيئته اللي كان عليها من شوية، ده إنسان ياربي، يارب مايكونش اللي فبالي يارب.

- اللي فبالك ايوة هو ده بالظبط.
سمعت كلامه وإرتعبت، لساني تقل، أطرافي تلجت، عيوني تقلت، قلبي وقف واستسلمت للدوخه اللي حاوطتني.

فوقت على ايدي حنينه بطبطب عليّ، اكيد دي مش ايده اكيد :
- وحشتيني.
- إنتفضت ووقفت بسرعه من على السرير :- عايز إيه؟"
ابتسم - سؤال مش محتاج أجابه، اكيد هكون عايزك يعني.

أول لما قال كلماته رجعت لورا وكان أول كلمه توصل لعقلي أنه عايز يموتني أو يأذيني زي مانا بسمع من الناس إن الجن والعفريت إذا حد منهم حب إنسانه بيأذيها وبيعذبها، بياخدها لعالمه بدون إراده منها، بالمعنى الصحيح غصب عنها.

طب أنا نسبته للجن أو العفريت ليه؟ كُنت معاه، غريبة أوي إنتِ ياست سدرة.. ما ممكن يكون بني آدم عادي وعنده قدره على شيء زي ده!"

سندت بإيدي على الترابيزه بتعب من كُنت التفكير، ومسحت بإيدي التانيه العرق اللي بينزل من وشي، وحاولت اتكلم ماعرفتش، لساني تقيل و أنا خايفه اتكلم.

- خايفه؟!
سكتت وماتكلمتش، هو فالحالتين هيأذيني، يعني مش هيهمه خوفي منه.
- بدأ صوته يعلى:- خايفه؟!
عيطت وانا بتكلم- هموت من خوفي حقيقي.
- شاور على السرير وقال:- قربي هنا ومتخافيش.
اتكلمت بخوف:
- أقرب! أقرب فين؟"
- لعندي هنا!' مش هأذيكِ ماتخافيش.

بلعت ريقي وقعدت على آخر السرير- هقعد هنا.
- زي ماتحبي، عايز اعرفك إني مش هأذيكِ وحاجه حابب تحطيها فودنك زي الحلق السُكرر ده متخافيش مني، عامليني كأني إنسان، أنا قدامك إنسان، شب جميل ولا أنا مش جميل يعني؟!
- لأ أنت أنت جميل أوي.

غمز- عارف أوي، بالمناسبة إسمي أمان يا سدرة.
- اسمك الحقيقي ده يعني؟'
- لأ.
- أومال اسمك الحقيقي إيه؟
- ده سر أول ماتتعودي عليّ هبقى اقولك.
- عرفت إن إسمي سدرة منين.
ضحك- بيعجني ذكائك أوي ياسدرة.
- شُكراً.
- لملم ضحكته وقال:- الشُكر لله.
بصتله بإستغراب اللي هو نعم، ما عادي يقول كده ياستي اكيد هو إنسان، سبقني واتكلم:
- هتعرفيني أكتر لما تتعودي عليّ، وهتبطلي تخافي كمان، لأن الكلام تقيل عليكي ومش هتتقبليه مَره واحده، كل مره هحكيلك حاجه عني وخصوصاً لما أحس إنك مش خايفه، بس لو خوفك ده فضل كتير مش هتشوفيني تاني.

اختفى تاني بعد آخر كلمه قالها، هو ده بيحصل بجد، لأن لو ده جد أنا ممكن ادخل فغيبوبه لسنين، أنا كُنت بسمع إنهم بيظهروا آه، بس مش ليّ، طب أنا عملتله إيه ياربي، استغفرك يارب واتوب اليك.

عيونه تشبه لعيون القطط بيخوفوني جداً، بس شكله زينا عادي، بشرته بيضه وشعره بُني، ملامحه حلوة، هو لذيذ بس أنا معرفش إيه أصله ده، هادي شوية، دايمًا مبتسم، جامد مووت بجد، كل ما أكون خايفة افتكر أنه قمر ومابعودش أخاف تاني.

بس لما اشوف عيونه بخاف أوي، جوايا لخبطه كبيرة، مشاعر مختلطه، مابين إني أخاف ومابين أنه عادي، جه لخبطني ومشي، جه لخبطلي كياني وحياتي فكام ساعه ومشي بسهوله خالص، ياتري هيرجع؟! ياريت مايرجع حقيقي.

ندى الحداد. Where stories live. Discover now