اسڪريبت {11}

4 0 0
                                    

كانت الخلق كتيرة، ده شيء طبيعي لأن ياسين محبوب ومخلص لأرض بلدة، كان ضي عيوني بيساعد كل اللي بيقصده فمساعدة، مكنش بيبخل على حد، كان جميل، فعلاً الحلو مش بيدوم، ومش بيروح غير الزين.
- أنا هفضل روح أنت يازين.
اتنهد وقال بقلة حيلة:
- ماشي ياسدرة اللي يريحك.
مشي زين، قعدت قدام تربته ومسحت دموعي اللي مابتخلصش، بدأت بالصلاة على النبي الحبيب، وناديت عليه بصوت عالي
ياسين يا أبن فاطمة إذا جائكَ المليكان وألقيا عليك السلام وسألكَ مَّن ربك، وما دينك، وما النبي الذي أرسيلا إليك، وما الكتاب الذي أُنزل فيكم، فَثبت ورد السلام، وقُل: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابي القرآن الكريم.
فضلت أردد كلامي ده لمدة ساعتين متواصلين ودموعي ماكنتش تنشف، دموعي كانت زي شلال مفيش حاجة مواقفاها.
- هديت شوية ومسڪت المصحف وبدأت بأوائل سورة البقرة، وأوسط سورة البقرة آية الكرسي، وأواخر سورة البقرة، وسورة يس، وختمت بالفاتحة، قفلت المصحف ورفعت ايدي لرب العزة وأنا بطلب منه أنه يغفرله ويرحمة ويجعله من أهل الجنة.
- سدرة أنا جبتلك الأكل كلي عشان أبنك دي المرة التالتة وأنا بجبلك صنية الأكل وانتي مش راضيه تاكلي.
- مش عايزة أكل وهمليني دلوك عشان مش طايقة نفسي.
- طب عشان خاطر ياسين كلي لقمة واحدة بس.
بصتلها بطرف عيني واتكلمت بتحذير:
- حسك عينك تاني تجيبي أسمه على لسانك وأطلعي برة.
- أنا هفضل أقول أسمه لحد متاكلي وإذا كان عاجبك.
- عيشة روحي من خلقتي ساعة دي.
- هتاكلي؟
- لا قولتلك، أنا مجعناش وهمليني عاد.
- حرم تظلمي اللي فبطنك، ياسين اكدة هيزعل منك.
اتعدلت من فوق السرير وأنا بحط ايدي على بطني بخوف:
- هاتي الأكل.
قربت وحطت الصنية على السرير وهي بتبتسم:
- بالهنا على قلبك، أنا هسيبك دلوقتي وهجيلك تاني كمان شوية.
- ياريت ماتتعوديش على الوضع عشان أنا هاخد بتارة.
- وطت راسها بحزن:- المهم عندي إنك تكوني انتي وابنك بخير.
- والنبي بلاش الحزن الكداب ده واطلعي عشان مش ناقصه تمثيل أنا عاد.
- سدرة حطي نفسك مكاني، انتي لو مكاني كنتي هتعملي اكده وأكتر، والله العظيم كانت لحظة غضب، مكنتش خابرة انهم ممكن يعملوا اكده ف ياسين، والله لو كنت خابرة مكنت حكيت ولا فتحت خشمي بنص كلمة، خليني جمبك وأشيل الحِمل عنك شوية، أنا خابرة زين إنك بتمري بوقت صعب، وفقدانك ليه مش حاجة سهلة واصل، وبعد اكده اعملي فيا اللي انتي عايزاه.
حسيت بإن قلبي بيحن ليها وهبدأ اتعاطف معاها، دورت وشي للناحية التانيه، وقولت:
- أنا.. أنا الحمدلله شبعت شيلي الأكل وأطلعي.
- سدرة خلـ..
- زعقت بصوت عالي فَإتخضت ومكملتش كلامها:- قولتلك اطلعي، إيه معماش تفهمي ولا لازم نعيدو الحديت مرة واتنين وعشرة عشان تفهمي.
مسكت الصنية بيديها:
- حاضر.

أنا مش قادرة أنسى اللي هي عملته ولا قادرة أسامحها،
يمكن لو مكنتش قالت حاجة ياسين كان هيكون موجود معايا دلوقتي.
صحيت تاني يوم!
غيرت هدومي وروحتله، قعدت جمب قبرة وابتسمت وأنا بمد ايدي على قبرة وبسلم عليه.
- أنا عارفة إنك سلمت عليا زي ما أنا سلمت عليك، وعارفه كمان إنك شايفني، أنا كنت عايزاك تكون جمبي ومعايا، بس ربنا أخد أمانته وأنت متتعزش على اللي خلقك، شهيد فالجنة ياعيوني، يا أكتر إنسان نضيف عرفته فحياتي، بقولك إنك وحشتني، ووحشني وجودك وكلامك، وحشتني جيتك للغيط، وأوامرك اللي لازم تتنفذ
-عارف يا ياسين الدنيا وحشة من غيرك، وحشة قوي، أنت عارف إن سدرة من غيرك تضيع، بيقولوا إن الحياة مابتقفش على حد، بس أنا يا ضي العين ليا قول تاني وهو إن الحياة من غير ياسين مش حياة ومتتسماش حياة، كنت غالي ومازِلت غالي، مكانك فقلبي كبير، وأبننا.. أبننا هشيله فعيوني شيل، هربية وهعلمه وهخليه نسخة منك، بتمنى أنه يكون شبهك فكل حاجة، طباعك وشكلك وأناقتك وحلاوتك، يكون زيك فرجولتك وشامتك يحافظ على بلدة ومايخونش القسم، يكون راجل قد حالة، يكون فطيبتك وجدعنتك، راجل يسد عين الشمس، أتمنى وإن شاء الله ربنا يحقق اللي بتمناه.
-باقي شهور على ولادته تكاد ماتكونش كتيرة يعني، هسميه زي ما اتفقنا زين عشان يكون عندنا زين صغير زي زين الكبير ده كان اتفاقنا
- ضحكت وقولت:- بس مش هيكون فغباء زين الكبير أبداً، هيكون فذكاء أبوه، ذكاء ياسين
،هحكيلة عنك كتير قوي وهعرفه إن أبوه كان راجل بكل معنى الكلمة، هجيبة أهنه علطول، هنجيلك سوا يا أغلي شيء راح مني.

ندى الحداد. Where stories live. Discover now