الفصل السادس

45.2K 2.7K 336
                                    

الفصل السادس..

في صباح اليوم التالي...

راقبت شمس خروج سليم من الباب الخارجي للمنزل، وفور مغادرته تحركت بخمول صوب المطبخ كي يبدأ يومها، فاستوقفتها منال قائلة:

- رايحة فين يا شمس..

ردت شمس في هدوء فاتر:

- هبدأ في تحضير الغدا يا ماما.

هزت منال رأسها بنفي قائلة:

- لا أنا هعمل، ادخلي انتي اوضتك اللي بقالك كذا يوم مدخلتيهاش دي..

أنهت حديثها بغمزة خفيفة، ولكن قابلتها شمس بعيون حزينة فاقدة للشغف:

- لا ماليش مزاج..

قاطعتها منال حينما اقدمت نحوها ثم دفعتها برفق نحو الغرفة، مردفة بإصرار:

- المزاج هيحضر كله لما تدخلي الاوضه، يلا ادخلي انتي بس...

فتحت شمس مقبض الباب بتردد أصاب عقلها في الآونة الاخيرة، لقد كان الأمر في بدايته مجرد إخفاء حلم أقدمت على تنفيذه، ولكن مع مرور الوقت اصطحب للبعض من الاكاذيب... فشعرت بأن العالم التي رسمت خطوطه لنفسها وظنت أنه العالم الوردي المليء بالنجاحات كان يخفي مصاعب يصعب حلها.

اشعلت الضوء فظهر عالمها المكون من غرفة صغيرة في شقة والدي سليم...كانت مجرد غرفة تضم العديد من الاشياء غير اللازمة، وتحولت مع الوقت لغرفة يخرج منها رسوماتها للعالم أجمع.. كانت تتكون من وسادة كبيرة مصنوعة من الخيوط البدوية ذات الالوان المبهجة، ومجموعة أوراق متناثرة في الارضية بجانبهم العديد من اقلام الرسم الخاصة بها، وحامل يضع به كاميرا مثبته على وضعية الاوراق...أشياء بسيطة وجدت بها حلمها والذي فقدته رغبة من سليم.

رغبة ندمت عليها فيما بعد، ولكن كانت تنساق خلف دقات قلبها المتعلقه برجل لا يسمح بأمورًا عديدة، رجل اغلق عليها وكأنه يخشى عليها من ذرات الغبار في الطريق، تتفهم ذلك من عيناه العاشقة لها..فاستسلمت له حفاظًا على وصال حبهما.

بعثرت الاوراق بيدها تحاول البحث عن فكرة جديدة للرسم تخرج بها من عمق أفكارها، وهواجس مخاوفها، تعود بها إلى أمان ولذة اللحظة الاولي حينما دخلت لهذه الغرفة ورسمت بأول فيديو لها..لم تتوقع نجاحه على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتوقع عدد المتابعين يوميًا لها، مرسلين لها العديد من الافكار للرسم..او الشخصيات المهمة او كلمات الاعجاب برسوماتها.

كانت سعيدة في بادئ الامر..ولكنه تحول لشيء مرهق، ثقيل على قلبها رغم شعورها بالحنين لذلك..

تغلب الحنين عليها بعدما تلألات الالوان أمامها، وكأنهم ينادوها كي تسبر بهم إلى عالمها المفضل، تمسكت بالقلم وعدلت من وضعية الورقة ثم قامت بوضع الكاميرا على وضع التصوير، حيث كان عدستها تتركز على يدها فقط لا غير..

ندبات الفؤاد Where stories live. Discover now