الفصل الخامس عشر

43.9K 2.8K 211
                                    

الفصل الخامس عشر.

- الحق يا سليم أنا في مصيبة.
توقف سليم على جانب الطريق واستمع لسيف صديقه بتركيز شديد، فتحولت ملامحه إلى العبوس، زافرًا بحنق مرددًا خلفه:

- لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا في اسكندرية، اكيد هاخد وقت لغاية ما اسافر تاني القاهرة.

- وانا كمان مسافر والعربية عطلت بيا في المكان اللي أنا فيه.

هتف بها سيف بنبرة حائرة، لا يجيد التصرف في هذا المأزق، فرد سليم بنبرة هادئة بعدما توصلت إليه فكرة جيدة بالنسبة لسيف ولكن ستجعله يضغط على كرامته وهو يقوم بها:

- أنا هتصل بزيدان يحل الموقف كله لغاية ما ارجع، خليك انت وانا هاخلص كل حاجة.

أغلق معه الاتصال زافرًا بضيق شديد وهو يبحث عن اسم أخيه، أرسل له رسالة نصية يخبره بكل التفاصيل لعدم قدرته على الطلب منه بصورة واضحة أكثر كاتصال هاتفي مثلاً فمازال يعاني من بعض الامور يصعب التخلي عنها بهذه السهولة، جاءه الرد بعدها بثوان من خلال كلمة واحدة " حاضر".

زفر بقوة ثم القى الهاتف بجواره وحول مساره عائدًا مرة أخرى للقاهرة.
                                   ***
أما زيدان فانطلق سريعًا خارج الكافية يضع متعلقاته بجيبه، وقفت نهى أمامه بعيون باكية:

- لا أنت زعلان مني!.

- خلاص يانهى، قولتلك خلاص مش زعلان، امك أنا ليا تصرف تاني معاه.

- اتصرف معاها زي مانت عايز، بس أنا متزعلش مني.

قالتها بلامبالاة وهي تمسح دموعها، فتعجب زيدان لتكونيهم الفريد، فالعائلة جميعها تمتاز بالنذالة المفرطة، هز رأسه موافقًا ورسم ابتسامة صغيرة قبل أن يودعها ويغادر متجهًا إلى قسم الشرطة كي ينقذ أخت سيف من ورطة وقعت بها.
                                  ***
في أحد اقسام الشرطة التابعة للمنطقة التي تقطن بها فاطمة..جلست فاطمة على  أحد الكراسي تبكي بانهيار، لقد سحبت الدماء منها وخاصةً حينما وضع الحديد بيدها كمتهمه، حاولت تعديل حجابها الممزق ليغطي شعرها الاشعث..لمست كدمة بوجهها بغير قصد، كتمت آلامها بصعوبة، فنصف وجهها متورمًا من شدة الصفعات الموجه لها من قبل والدة زوجها وصديقاتها الوقحة.

همست من وسط بكائها الحار:

- يارب تيجي بسرعة يا سيف.

أغلقت عيناها برعب حينما جال أمامها ناهيتها كمتهمه في أحد السجون النسائية، دائمًا يحذرها سيف من فرط انفعالها، وتهورها غير المحبذ في بعض المواقف، وهي لا تستمع له بل كانت تجادله بكبرياء..وها هي تتذوق مرارة اندفاعها، تذكرت ما حدث فشعرت كأنها فأر زج في مصيدة بعدما نصبت له كــ فخ.
                                    ***
هبطت منيرة وصديقتها درجات السلم ببطء مدروس، وعندما وصلوا للطابق التي تسكن به فاطمة غمزت منيرة لصديقتها وبدأت الاخرى بالزغاريد عندًا بفاطمة، وعندما أنهت الاخرى وصلتها بدأت في التفوه ببعض الجمل المتفق عليها من قبل:

ندبات الفؤاد On viuen les histories. Descobreix ara