الفصل الرابع والعشرون

45.6K 2.7K 147
                                    

الفصل الرابع والعشرون.

في مساء اليوم التالي، دخلت شمس شقتها هي وأنس دون المرور على منال اولاً وذلك بسبب تأخير الوقت في عودتهم لإنهاء سليم بعض الأعمال الخاصة بالمحل الجديد بالأسكندرية، ركض أنس صوب غرفته بسعادة جعلت شمس تشعر براحة لاتخاذها أهم قرار بحياتها رغم أنه يعارض بعض الأفكار التي تملكت منها الفترة السابقة.
انتظرت صعود سليم خلفها وعلى وجهها ابتسامة خبيثة لما حيكت له من مفاجأة ستطيح بسعادته لاعتقاده بإنهاء تلك الفجوة بينهما.

ظهر أمامها وهو يدفع حقيبتها نحوها، فأمسكتها ودفعتها للخلف ووقفت حائلاً له، تمنع دخوله للشقة، فظهر الاستفهام على وجهه:
- في إيه يا شمس عايز ادخل!.

-  تدخل فين يا سليم!.

ردت ببرود استفزه لدرجة أنه أشار على الباب بضيق:

- ادخل شقتي يا ماما.

أشارت إليه في استنكار لحديثه:

- يا إيه..

جز فوق أسنانه بعنف مخرجًا حروف جملته بضيق:

- ادخل شقتي يا حبيبتي.

أشارت إليه كي يعيد تكرارها مجددًا، فامتثل
لطلبها رغمًا عنه لشعوره بالإشمئزاز لفعل تلك الأمور التافهه من وجهة نظره:

- ادخل يا حبيبــتي.

مدت يدها تداعب ياقته بدلال اندهش له، قائلة برقة:

- روح قلبي يا سولي..انزل نام تحت بقا.

ردد خلفها في بلاهه:

- أنام فين؟!

- تحت في بيتكوا.

أجابت ببساطة تخفي خلفها ضحكة حاولت كتمها من رؤيتها لملامحه الصادمة منها.

- أنام تحت ليه وأسيب بيتي لمين؟!

- ينفع يا حبيبي واحنا مخطوبين تنام في نفس الشقة!.

ولأول مرة ود أن تخرج كلمات نابية عقب حديثها ولكنه منع نفسه بصعوبة قائلاً:

- انتي صدقتي نفسك ولا ايه يا شمس.

- سليم.

ردت بصرامة أدهشته للغاية وكأنها والدته تذكره بوعد قطعه على نفسه، فتشبث بالباب بعدما حاولت إغلاقه:

- شمس احنا ممكن نمثل مخطوبين وانتي في اوضة وانا في اوضة...لكن انزل انام تحت لا مينفعش ومن رابع المستحيلات.

هزت كتفيها بدلال وهي ترفض رأيه تبرر وجهة نظرها بساذجة:

- لا ما انت مش مضمون الصراحة.

- نعم!.

قالها بصدمة، فأغلقت الباب أثناء غفلته وهتفت من خلفه:

- تصبح على خير يا حبيبي، وزي ما اتفقنا مش هتقول لحد خالص اننا نرجعنا لبعض.

قبض فوق الباب محاولاً دفعه وخاصةً أنه نسى مفاتيحه بالداخل معها..استمع لصوت إغلاقها الباب بالمفاتيح تعلن صراحةً عدم موافقتها لدخوله بعد قرارها الجديد.

ندبات الفؤاد Donde viven las historias. Descúbrelo ahora