الخاتمة

81.4K 3.7K 806
                                    

الخاتمة...

بعد مرور أربعة أشهر..

ركض سليم بين العاملين وبعض الاشخاص الذين يراقبون الحريق المشتعل في محل المالك لزوجته، جف حلقه وهو يدور هنا وهناك باحثًا عنها بلهفة، ناهيك عن انخفاض ضربات قلبه عندما تلقى مكالمة من أحد العاملين يسرد له ما حدث بصوت مفزع، فلم يشغله باله سوى هي...هي أولاً ثم يأتي أي شيء بعد ذلك.

لمحها بعيدًا تقف بجانب المهندسة التي خصصها لها كي تستكمل ديكور المحل الذي لم ينتهي حتى الآن بسبب تدخلاته وآرائه، فكانت خطة خبيثة منه حتى يأجل كل شيء حين إشعار آخر، مجرد التفكير والتخيل بانشغالها عنه يصيبه بالجنون، حبه متملك لدرجة اخنقته هو شخصيًا.

جذبها من أحضان المهندسة بلهفة جذبت أنظار العاملين واحتضانها بقوة يربت فوق ظهرها، غير عابئًا بنظرات الأخرين له، يكفي فقط مشاعره التي تريد الهدوء بعد هذه الاثارة الغريبة والمريبة، تمتم بخفوت بجانب أذنها:

- أنتي كويسة يا حبيتي.

إعلانه بحبه وقلقه عليها جعل المهندسة والعاملات في حالة هيام فكان الأمر يشبه فيلم رومانسي في إحدى الطرق والبطل هو سليم!، لو كانت شمس في حالتها الطبيعية لضحكت حتى خرجت روحها، فالأمر عجيب وخاصةً معه هو!.

- ردي عليا أنتي كويسة ولا نروح لدكتور.

كان يشير بعينيه نحو بطنها المنتفخة قليلاً، فهمست حينها وهي تتشبث بقميصه الأسود:

- أنا كويسة بس المحل يا سليم ضاع!.

أبعدها عنه وحاوط وجهها الذي شحب لونه من الضرر الذي لحق بالمحل:

- كل حاجة تتعوض المهم أنتي بخير وكويسة.

حركها معه نحو سيارته دون أن يعير انتباه لأحد، وصل أمامها وأدخلها بلطف وكأنها قطعة ألماس يخشى فقدانها، فالأساس هي أغلى منه، لا أحد يعلم مقدار الحب الذي دفن داخل أعماقه حتى تأصل بجذور قلبه.

هبط بطوله الفارع نحوها ومسك كفيها حيث تسربت منهما حرارتهما، وظل يفرك بهما في ظل انخفاض درجات حرارة الجو.

- قولتلك اهدي خلاص، قدر ولطف.

مسحت دموعها المتساقطة، وهتفت بصوت متقطع:

- لسه بنفتح المحل، وبنولع النور كل حاجة اتحرقت والنار مسكت في كل حاجة، مبقوش عارفين يطفوها يا سليم، كنت خلاص هفتحه الاسبوع اللي جاي، قعدت برا وأنا بشوف حلمي بيضيع.

رفع حاجبيه معًا لصوتها الفاقد للأمل والشغف، فقال بنبرة هادئة ممزوجة بالحنو:

- انتي زعلانة ليه كده، من بكرة خدي أي محل يعجبك وهغير اسمه، مفيش حاجة تستاهلي تزعلي عليها كده.

جذبته نحوها ودفنت رأسها به وهي تهمس بامتنان:

- ربنا يخليك يا حبيبي، وجودك جنبي أكيد هيعوضني.

ندبات الفؤاد Kde žijí příběhy. Začni objevovat