الفصل الثاني والعشرون

46.2K 2.4K 109
                                    

الفصل الثاني والعشرون

بعد مرور يومان..

تحركت ليال بجانب سيف في أرجاء معرض الأثاث لانتقاء قطع أثاث جديدة قد وضعتها في قائمة مطالبها التي لن تتنازل عنها تحت صدمته، لن تنسى كيف اخبرته بما خططت له بكل جرأة، ورغم أنه ادرك محاولاتها في الهرب منه إلا أنه لم يتركها إلا بعد أن....
                                  ***
أغلق سيف الباب بعد مغادرة الجميع، بقيت هي هادئة ساكنة وكأنه زعيم مافيا قرر الانتقام بصمته المرعب ذاك، و،هو لم يعتاد عليها بهذا الشكل الهادئ المثير لقلق اجتاح صدره وهو ينظر لها بتمعن محاولاً كشف غموضها البادي عليها!.

اقترب منها بخطوات هادئة كان قاصدًا إزاحة ثقتها جانبًا، لطالما كان يتمتع بمشاكستها وإخراج أسوأ ما لديها من انفعالات وهياج غاضب تهاجمه به، ورغم أن حبه لها بدا أحمق وغريب، ولكنه يتمتع به لاقصى درجة، ولن يفوت تلك الفرصة العظيمة التي أُتيحت له وهما وحدهما بعد أن أصبحت زوجته.

مازالت تلك البربرية تحتفظ بهدوئها، رغم العبث المسيطر على عينيه المتركزة عليها وكأنها هدف قرر إصابته فاقترب أكثر حتى أصبح يطالعها من أعلى، فرفعت بصرها نحوه ترمقه بملل:

- وبعدين في جو الرعب الهابط ده يا سيف.

ارتفع جانب شفتاه ببسمة ساخرة صغيرة، ودنى منها بجسده العلوي وهو يمرر اصابعه فوق بشرتها الناعمة بداية من وجنتيها حتى المساحة المحاطة لثغرها الملون بحمرة خفيفة أثارت زوبعة بمشاعره تطالبه باختطاف قبلة صغيرة يتذوق بها شهد شفتيها الذي طالما حلم به رغم محاولاته في نفضها من تفكيره، إلا أن القلب ليس عليه سلطان بل دفعه في قلعة العشق دون ساتر يحميه من تيارات الحب العاصفة!.

ارتشعت شفتاها اثر لمساته الرقيقة لها، وتمسكت بطرف بلوزتها البيضاء تشدد عليها بقوة، وكأنها هي وسيلة النجاة التي تنقذها من الوقوع في حبه أكثر، وتصبح خاضعة بنهاية المطاف لسلطة عينيه الطالبة بحقه بها!.

رفعت يدها بعد محاولات جاهدت فيها التمسك بثباتها المصاب بتصدعات قابلة للانهيار أمامه نظراته المُهلكة لها، وبنبرة صوت خافتة كانت تحاول إخراجها ثابته بقدر الثقة التي تسربت منها وذهبت إليه مستغلاً إياها بذكاء في هدم حصونها الوهمية.

- لو سمحت يا سيف...مينفعش كده.

قاطعها وهو يجذبها بقوة ارعبتها وجعلت بؤبؤ عيناها يتسع وهي تلتصق بصدره العريض، تقابل عيناه مباشرةً، فغاصت في لونهما الرمادي الذي جعلها تبتسم كالبلهاء وتهيم عشقًا بهما..

وكمحارب يملك قدر كافي من الدهاء استغل هدوء خصمه وسكينته وراح ينقض عليه يقتنص منه ما يريد، ولكن الوضع هنا مختلف فالاقتناص لذيذ للغاية، محبب لقلبه، مذهب لعقله، مثير لمشاعره...وذلك حينما التقط ثغرها في قبلة طويلة بث فيها مكنونات حبه لها والذي دفنه لأعوام منتظرًا تلك اللحظة الفريدة والتي لن يتخلى عنها ابدًا.

ندبات الفؤاد Where stories live. Discover now