ثلاثة عشر عاماً

2.1K 162 164
                                    


إستمتِعوا غيماتي ☁️

___


















"إتبعني"

نطق هو بهدوء لأتبعه بصمت بقلب يطرُق بصخب وحين أخفضت بصري إلى المِعطف إرتفعت زوايا شفتيّ بإبتِسامة واسعة

فارق الطول بيننا تسبَب بتحليق العديد من الفراشات في معدتي حين وجدت أن مِعطفه الذي كان يصِل إلى رُكبتيه قبل لحظات يصِل إلى ساقيّ الآن

أو تِلك الأكمام الطويلة التي أخفت كفوفي الباردة بداخِلها ليحتويني مِعطفه من كُل جِهة باعِثاً إلي بدِفئه الرقيق

تنهيدة خفية غادرت ثغري ما إن توقفنا أمام باب الحانة يدخُل هو أولاً ويُمسك الباب لأجلي حتى أدخُل أنا أيضاً

"ملاكي!"

هتف جايهيون حالَما رآنا نقترب منه وقد توسعت عينيّ لذلِك المُسمى الحميمي الذي أطلقه علي!

"توقف قبل أن أتحول إلى شيطان وأقتلِع لِسانك من مكانه!"

هسهست بغضب تِجاهه لأجلِس على أقرب مقعد وجدته داخِل الحانة الفارِغة مُحتضناً ذاتي بذِراعيّ

رفعت كفيّ إلى ثغري أنفُث أنفاسي الساخِنة عليهُما أبحث عن القليل من الدِفئ ، وتنهدت براحة لإختِفاء كُل تِلك الخيالات التي هاجمتني سابقاً

لقد تخيلت ذاتي مقتولاً في الشارع بِلا أعضاء داخلية بعد أن تعترض طريقي عِصابة ما

أو أن يتِم إختِطافي وإستِخدامي كدُمية جنسية لأحد المُختلين في هذا العالم البائس

والكثير من السوداوية التي غلفت عقلي حينها وأنا تائِه في أحياء روما في عُتمة الليل وحيداً

"لقد ترك هاتِفه هُنا"

نطق رسام روما بالنيابة عني أٌراقب جايهيون الذي ركض إلى خلف البار مُخرجاً هاتِفي من أحد الأدراج

"لقد وجدته بعد أن رحلت بقليل وأحتفظت به تحسُباً لعودتك مُجدداً"

أعاده إلي بإبتِسامة جميلة زينت شفتيه لأٌبادله بواحِدة مُشابهة أنتشِل هاتِفي مُتفقداً أياه سريعاً

"هل تعرِف طريق العودة؟"

سألني جايهيون بحاجِب مرفوع لأُجيبه تزامُناً مع رفعي هاتِفي لأُذني أنتظر الإجابة من الطرف الآخر

Roma's painterWhere stories live. Discover now