Part 70

1.7K 83 7
                                    

انفجرت اخيرا معلنة ما كتمته كثيرا فى قلبها الذى شاخ قبل أوانه .. قلبها الذى اثقله الهم والخذلان وخيبات الأمل حتى فقد احاسيسه وأصبح عضو وظيفته ضخ الدماء لجسدها .. وفى حالتها الانفعالية يزداد ضخه للدماء ليسبب لها دوار شديد أودى بثباتها لتنهار ساقيها مهددة شموخها الذى انقذه فارسها المغوار حين اقتحم المجلس بهيمنة وبسالة حاملا على عاتقه مهمة إنقاذ ملكته .

طوقها بحماية يدعمها بجسده الصلب ليصل له همسها المرهق بتقطع .

" لا تتركنى "

قبل راسها بثبات يدعمها بكل قوته، يؤكد لها استحالة تركها تسقط .. استحالة تركها تفلت .. مكانها احضانه .

" عمرى .. عمرى "

تنفست براحة تشعر بقوته تمدها بالطاقة الازمة لتقف من جديد بشموخ مصدره وجوده لجوارها .
التفت حمزة له وبنظرة كلها قسوة ، وصوت خشن آمر .

" تأخذ اول طائرة عائدة إلى بلدك ولا أريدك أن تترك المؤسسة .. اى تمرد من اى فرد من عائلتكم الحقيرة اقسم بالله مهما كانت مكانته .. لن اكتفى بالقائه فى الشارع .. مكانه سيكون السجن .. اعلمهم انى لا اتفاوض مرتين ولا أعطى فرص من الأساس .. بقائهم فقط لأجل زوجتى التى لولاها .. لتخلصت منهم جميعا وأولهم انت "

تحمل اهانته وفوقويته وتحكمه باستسلام .. أسقط ما بيده وما عاد يملك ما يفاوض عليه .. لم يعد يملك ما يحفظ ماء وجهه بعد ان تعرى أمام نفسه .. يجهل كيف انساق خلف كلام الكبار وتورط معهم .. لا يصدق ان مبادئه وما بثه والده فيه لسنوات بهت وذوى مع الوقت حتى طمع بمال اليتيم .. مهما كبرت رؤية تظل اليتيمة التى اوصاه عليها والده وهو على فراش الموت .

" لا خوف على أبناء اسعد لأنهم لا يمتلكوا ما يطمع به احد .. الخوف كل الخوف على رؤية .. جدك حملها فوق طاقتها .. وهى صغيرة وهشة .. لن تتحمل مكر كوثر وجبروت يامن .. راعيها كأخت لك .. لا تفرط فى الأمانة يا أنور "

سالت دموعه وكلمات والده تحرقه باسيد لن تشفى ندباته .. والده كان يعلم بنفوسهم الطامعة .. وهى تركتهم حتى كل من بنفسه ذرة طمع طفت وزادت حتى أصبحت بعظم الجبال لتدكها فوقهم دافنة عمرهم اسفله .

هز راسه بخنوع وخرج بحيل مهدود وكبرياء مكسور وكرامة ممرغة بالوحل .

" لا تجعله يفلت .. شمس تحتاجه "

لهفتها واضحة رغم صوتها الهامس المرهق ليتحرك بجسدها المتراخى حتى الاريكة يضمها اليه بحماية وتملك يطمئنها .

" لن يفلت .. هو أسير المؤسسة طالما انا موجود .. فقط بعض الوقت حتى يرتب أفكاره ويعود لها أنور الذى تعرفه ، وليس الرجل المهزوم هذا .. فقط امنحيه الوقت حتى يتعلم كيف يحبها ويكون ما تحتاجه "

اخر جملة عنى بها نفسه اكثر من أنور .. عليه تعلم كيف يكون فارسها الذى طلبته بوضوح تغاضى عنه بغرور حتى ملاه الشك الذى كاد يدمر حياتهم الهادئة لولا انها كشفت كل ما تخطط له .
راقب بصمت تنفسها العميق ليرتخى جسدها اكثر براحة لتغلق عيناها بسلام تحتاج إليه .

ملكة الجليدWhere stories live. Discover now