part 24

1.3K 77 5
                                    

طرقت باب المكتب بهدوء وانتظرت بصمت حتى أذن صوته المنهك بالدخول ، فدخلت مسرعة كمن تذرع بالاذن للدخول رغم ملامح وجهها الجامدة .

جالس على المقعد الأسود الجلدى الضخم يتجنب النظر لها كطفل مذنب يقر بذنبه ، وهى عيناها العسلية المجعد اسفلها عن عمر وخبرة ناظرته بحاجب مرفوع تنتظر قائمة تبريراته التى هى واثقة من تفكيره بها منذ افتعل الحدة حتى تتركه ليرتبها بشكل يجعلها تصدقه .. تعلمه كما تعلم كف يدها وهذه المرة لن تسامحه او تتعاطف معه وتصدق مبرراته الواهية ليتزوج دون أخبارها أو أخبار أبنه وكأنه يضعهم أمام امر واقع .

سعاد بحدة : ستصمت للأبد ام تتحدث .

حمزة بمرح : اجلسى يا سعاد .. لم تعودى صغيرة لتتحمل ركبتيك الوقفة الطويلة .

لم تبتسم له وتمازحه كعادتها بل زادت عيناها حدة ليأخذ نفس طويل يدعم رئتيه لما هو مقابل عليه .

حمزة بجدية : اجلسى يا خالة سعاد .

رغم صوتها الهادئ كانت نبرتها حادة للغاية وهى تتجه للمقعد امامه ويدها أمامها فوق تنورتها السوداء الطويلة .

سعاد : لم أعد خالتك ولم تعد صغير لتنادينى خالة .

تنهد وهو يمرر كفه على وجهه .. هاهو لم يبدأ حتى هاجمته .. ضربت يده سطح المكتب عدة ضربات خفيفة عصبية ونظر لها بابتسامة عصبية .

حمزة بعصبية : اسمعينى يا سعاد .. أمامك خيارين .. الاول .. تسمعينى للنهاية دون مقاطعة وبعدها تهاجمينى كما تشائى لانى وقتها اكون انهيت حديثى .. الثانى .. هاجمينى الان وقولى كل ما يخطر على بالك واخرجى لأنى لن أتحدث وقتها .. يكفى احدنا .

كان يشير باصابعه بعصبية تعرفها .. هو متوتر ومرتبك ولا تعلم بسبب مفاجاتهم بخبر الزواج .. ام بسبب الزواج نفسه ، لكنها قررت سماعه .

سعاد بجمود : تحدث اذا .. أسمعك ولن اقاطعك .

اكدت له ناوية معرفة كل شئ عن العروس التى قرر لأجلها حمزة كسر اهم قواعده وهى عدم وجود امرأة بحياته طالما ليست ابنته .

----------------------

تدور فى دوائر حول جدران الغرفة منذ أكثر من ساعة تنتظره دون ملل لكن بقلق .. خالتها لم ترحمها بمخطط جديد للإيقاع به وتوعد بالعقاب فى حالة الفشل .. يرتجف جسدها الملفوف فى ثوب نوم مغرى للغاية وهى تتخيل ما قد تفعله بها خالتها .. عدة أسابيع تغريه دون هوادة وهو كوتد بالأرض لا يتحرك وكأنها تمثال وليست أنثى حتى باتت مهزوزة معدومة الثقة .

صوت المفتاح بالباب انبئها بوصوله فجرت مسرعة للمرأة تتأكد من شعرها المفرود وجسدها الانثوى الظاهر مفاتنه فى ثوب اسود لامع شفاف قصير بالاكاد يخفى اردافها عارى الظهر والصدر .. ورشت من عطرها المثير وتنفست بعمق تهدئ خفقات قلبها المضطربة ، علها تنجح اليوم فيما فشلت فيه الليالى السابقة .

ملكة الجليدWhere stories live. Discover now