part 39

1.1K 82 6
                                    

لمساتها كانت واضحة فى كل صغيرة وكبيرة بحياته .. فى المنزل .. فى الشركة .. حتى مائدته اختلف شكلها وشكل الطعام عليها .. طردت صوفيا المعلمة الفرنسية معلله انه الصراع الابدى بين الارستقراطية الانجليزية والحداثة الفرنسية وحين حاول آدم الاستفسار فسرت مغلقة النقاش " صراع ثقافات "
لم يهتم آدم للسبب قدر اهتمامه برحيلها .. لم يحبها يوما .
غرفته الدافئة اصبحت باردة ، لكنها تشعره بدفء غريب .. دفء الونس .. لم يعد وحيد ، أصبح له شريك فى كل شئ حتى فراشه .
فرضت سطوتها على الموظفين منذ اليوم الاول مثبته لهم قوتها الناعمة الهادئة المدمرة لاعصابهم ، وأنها لا تقل بطش عنه بل تفوقه .

أسبوع كل شئ يبدو مثاليا لولا هدية زفافهم المتأخرة التى ارقته ليالى يخمن معناها ومغزاها .. تذكر اول يوم لهم بالقصر حين عاد لغرفته بعد ان استفزه خالد واطمئن على آدم وسارة ليجد هدية مغلفة بعناية شديدة وفخامة لتثير فضوله .

قلب الهدية الصغيرة بين يديه بريبة يحاول تخمين ما بداخلها .. تبدو خفيفة للغاية وأنيقة .

كاد يفتحها حين دخلت الغرفة بهدوء وكبرياء كعادتها ليلفت انتباهها نظراته المتسائلة عن الهدية بين يديه .

رؤية بهدوء : ماذا !

حمزة بحدة خفيفة : لا أعلم .. هدية اعتقد .. سعاد .

ثوان وكانت أمامه بتسأل ليحرك الهدية بفضول .

سعاد باحترام : وصلت أمس باسم السيدة رؤية .

حمزة بهدوء : اذهبى الان يا سعاد .. تصبحى على خير .

سعاد بهدوء : وأنت من أهله .

خرجت سعاد حين اقتربت رؤية تمسك بالهدية تفتح مغلفها الانيق ذات الألوان الزاهية برفق ، لتجد داخلها علبة قطيفة زرقاء .

العلبة الفاخرة اوشت بقيمة ما بداخلها ليشعر بألم معدته من جديد والف سؤال يطرق عقله عن هوية المرسل وسبب الهدية وقيمة صاحبة الهدية لدى المرسل .
فتحت العلبة ببرود متجاهلة نظراته الحادة التى تسللت دون وعى منه ترشقها لتجد كارت ومحقن !

استنكر حمزة الهدية الغريبة لكنه تسمر مكانه بذهول حين نظر لها .. عيناها الجليدية تشتعل بلهيب أزرق قادر على إذابة الحديد ! .. نظرات كراهية ! .. حقد ! .. زوجته تجيد مشاعر غير البرود .

حمزة بذهول : ما هذا !

تمالكت مشاعرها وغلفتها بصقيع زحف لعيناها لتتجمد لهيبها ويتحول لشعلة متجمدة زرقاء مخيفة .. اغلقت العلبة وألقت بها بصندوق القمامه رافضة لمسها وكأنها مرض .. اكيد تعلم المرسل ومغزى هديته الغريبة .

رؤية بصقيع : لا شئ .. فقط مزحة ثقيلة .

تحركت ناحية الحمام بشموخ مغلف بصقيع ، ليقترب من صندوق القمامه يرفع العلبة .. فتحها يلتقط الكارت ليجد خط منمق .

ملكة الجليدWhere stories live. Discover now