part 8

1.7K 98 25
                                    

تتحرك بخفة بغرفتها تجهز حقيبة سفرها والصبى يجلس جوار الحقيبة يتأكد من كل شئ حين اقتحم حجرتها دون طرق الباب متناسيا الياقة والأدب ، ولكنها لم تهتم به ، فلديها الأن الكثير وعليها انهائه .

خالد بغضب: أين ادبك لتقتحم غرفة فتاة دون طرق الباب ياعديم الذوق .

يامن بغضب: أخرس انت ياسبب البلاء .

وضعت ثوبها الأبيض فى الحقيبة بروية دون اكتراث .

رؤية بهدوء: كن مهذب أمام الطفل ... انت تؤثر عليه بعنفك .

وقف أمامها وعيناه تجمع جيوش الغضب .

يامن بغضب: لن ترحلى رؤية .... لن ترحلى .

رؤية ببرود: عدة أيام واعود .

يامن بغضب: لن تغادرى .... ان رحلتى ينهار كل شئ .

خالد بغضب: أخبرتك أنها عائدة ... الا تفهم ! .... ام انها امنيتك الخفية ! .... آلا تعود .

نظر له يامن بنية القتل ومد يده اليه إلا أن رؤية وقفت بوجهه ببرود وبنبرة جليدية جمدت حواسه .

رؤية ببرود: عليك تخطى جثتى اولا .

يامن بغضب: ستغادرى لأجل هذا الوغد ! ... ان ارادته امه تأتى كما هى العادة .

خالد بقوة: مريضة ... علمت اننا نستعد للسفر ، واننا نسافر لامى ، ولم تعرف بعدم استطاعتها السفر ! ، ولم تعرف بمرضها ! .... انت مريض يامن .

اشتعل الغضب بقلبه واشتعلت عيناه بلون الدم ، كل خلية فى جسده تطالبه بالاجهاز عليه ووقتها تنتهى معاناة الجميع ، واقسم لولا حماية رؤية لهذا الحشرة لنسفه ، يكفيه سببا كونه ابن شريف اللعين ، وهذا أهون الأسباب .
كأن الصغير يتحداه فهو لا يخافه رغم خوف أعتى الرجال من اسمه فقط .

رؤية بهدوء: انا اتخذت قرارى .

هم يامن ليتحدث لتقاطعه ببرود وهى تكمل تجهيز الحقيبة غير مكترثة بغضبه وعصبيته التى دائما ما تعميه وتتحكم بأغلب تصرفاته .

رؤية ببرود: لا تفكر بهذا ... احتاجك هنا ... العقد الايطالى انت من سيوقعه معهم ... راجع العقود وتأكد من انها مطابقة لما اتفقنا عليه .... انت مكانى هنا يامن .

ورغم أنها قالتها بنبرة جامدة باردة إلا أنها اثلجت غضبه وثورته ، صار فى عالمها بسيط حد التفاهة يسعد بأقل كلمة منها حتى ان كانت لا تعنى الإهتمام ، لكنها لم تنجح فى تسكين قلقه وخوفه عليها ، يخشى أن ينفرد بها اعدائها بينما هو بعيد عنها ، أخطأ مرة منذ عامان وليس على استعداد لإعادة الخطأ مرة اخرى .

يامن بقوة: لكن كل حراستك هناك اختارها انا واحدد اعدادهم .

لم تجب ولم تهتم واغلقت الحقيبة بعد ان تأكد الصبى ان كل شئ بمحله رغم عدم اكتراثها بتأكده بينما هو شعور النشوة يملأه ، فهى تثق به هنا وتستمع له ، لازالت تنصاع لاوامره وكأن ما قاله كشرط واهى امر خطعت له هى ، لكن كل هذا لم يهدئ من شعور القلق الذى ينهش قلبه بمخالب دامية ، كمن يتوقع خطر تجلبه تلك السفره .

ملكة الجليدWhere stories live. Discover now