18

23.4K 894 52
                                    

ايلين :

نبرة صوته الصارمة التي يشوبها الامر أرعبتني ، لما بات يتصرف معي بغرابة
وعلى نحو مريب هل ندم على زواجه مني ام ماذا اصابه هو لم يكن هكذا

لم يضف بعد قوله اية تعقيب ، فامتدّ السكون الى حين توغلنا داخل حي راقي من الڤلل ، مضت سيارة لعشر دقائق اخرى قبل ان تتوقف امام فيلا بسور عالي تتوسطها بوابة حديدية

نزل اولا فاتبعته كالتابع ، فتح الباب الخارجي وانا كنت اجول بعيناي في كل مكان ، بيت سيف دين مختلف جدا وبعيد عن بيتنا لذا احسست بالوحدة والفراغ

رغبة عارمة من البكاء اجتاحتني ولم اعرف لها سببا ، خطينا الى داخل الفيلا وكانت بالفعل جميلة وانيقة ومرتبة

عبرنا السلم الى الطابق العلوي وهناك أشر لي على باب خشبي في زواية قائلا "هاهيا غرفتنا تفضلي"

الغرفة كانت واسعة وكل مافيها باللون الابيض الممزوج بالذهبي ، نالت اعجابي وقلت له "انها جميلة جدا"

استدرت حيث كان يقعد على أريكة يفك ربطة عنقه وازدردت رمقي بتوتر ، خالجني احساس الخوف والترقب والخشية ، درست تعابير وجهه المتجهمة بغير فهم

التقت عيوننا صدفة فطأطات رأسي في خجل فيما هو تنهد "توضئي لنصلي"
عبر القلق إلي وزعمت القول لكن طرق الباب لجم لساني ، انتصب سيف واقفا وذهب يفتح الباب

اختفى خارج الباب الموارب ، و وصل الى مسامعي صوت رجالي غير مألوف لم استطع تبين الكلمات فقط الشوشرة ما التقفتها

عاد سيف الى الغرفة تطلع علي بنظرات غريبة ونبس بهدوء "سأذهب الآن لكن سأعود
قريبا انتظريني"

اومأت له فانصرف على فوره

وانا تنفست صعداء اخدت هاتفي وبحثت عن كيفية الوضوء ، بقيت اشاهد عدة مقاطع إلى ان استدركتها جيدا وبعدها شاهدت كيفية صلاة ، كنت خجلة جدا من اخبار سيف انه سابقا لم يتسن لي المجال لتعلم اي شيء عن ديني

وكلها لم تطرأ ببالي في وقت سابق

تنفست بعمق وألزمت نفسي بالهدوء

لكنني متوترة ولا مفر

جلست على طرف سرير الكبير

الساعة كانت الواحدة ليلا

بقيت جالسة في نفس مكاني بتململ

اقضم اظافري

نزعت الوشاح عن رأسي بعد مدة

مرت ساعة ساعتين ثلاث

كنت اراقب مرور عقارب الساعة بريبة

عساه خيرا بسيفي

قمت وذهبت الى الحمام نهاية الامر أتوضأ

وعدت مكاني

هو لن يتأخر عن هذا الوقت بالتأكيد

على الاقل فل يجدني متوضئة انتظره
هكذا فكرت

و كذلك بقيت جالسة

عندما بزغ ضوء خفيف من نافدة وعلمت أن صباح قد حل تقريبا أحسست بحرقة في قلبي وتوهجت عيناي بدموع

هل سيف ينفر مني لهذه الدرجة؟

لدرجة ان يهجرني في ليلتنا الأولى

بغضب شرعت أزيل فستان زفاف

وارتديت بيجامة قطنية واويت الى

الفراش

ما قدرت على نوم واللوعه تلسع قلبي

عندما بلغت الثامنة صباحا قمت اغير ملابسي

ارتديت معطفي الاحمر وبنطال اسود وتركت شعري منسدلا ، لن أخنع ابدا ابدا لأقوال سيف من جديد

فل...

بثرت دعائي عليه

لا استطيع

خرجت من الغرفة ونزلت الى الاسفل هناك كانت أم سيف وامرأة اخرى ، تطلعت علي حماتي بصدمة

لكني تجاهلت ردة فعلها وسألتها
"أين سيف الدين خالتي ؟

تأتأت وأشرت الى فوق

"ف _ فوق _ عند حياة لما ؟"

ارتج دماغي و الغصة منعتني من إجابتها او نطق ، هززت برأسي وغادرت البيت وانا أشتم نفسي وقلبي ورهاني ومجيئي الى هنا
وافراطي في الحب

الضيق في صدري كان مهولا وثقيلا بالكاد التقطت انفاسي ، في الخارج أشرت لأول سيارة اجرة مرت من شارع صعدتها
و توجهت الى الكلية ...

🌼🌼🌼🌼🌼

رأيكم !

تفاعلوا حبيباتي

شيخي أنا (قيد تعديل والمراجعة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن