٧- أعطِني وَرقُ المُعجِزات

6.7K 512 278
                                    


أهلًا! أتمنى إن يومكم يمضي بخير، انجوي

__________

قُدرةُ البَشر على عَدمُ التَلاشِي مُؤلِمة، فـلطالَما رَغِبتُ بأنّ أنصَهِر، أنّ أذُوب وَ أختفِي وَ أبتعِد، قِطعةٌ مِن قلبِي دائمًا تَحُثنِي على المُغادَرة، تُعطِيني ألفَ سببٍ للذَهاب وَ لا تُعطِي نِصفَ سببٍ للبَقاء.. أنا دومًا أُغادِر

العَجِيبُ فِي الأمرُ أنني غَيرُ قادِرٍ عن هَجرُ نَفسِي وَ التَخليّ، أنا.. أنا أودُ أنّ أبتعِد عَنِي.. أنا جُونغكُوك.. وَ هَذِه ليلةٌ مِن لَيالِي صَقِيعُ قلبِي..

لأصدُقَ القَول أعلمُ أنني مُتغافِلٌ عَنِي، وَ جُزءٌ مِني قَد عَلِم بأنّ قَلبِي عَفِن، لستُ قادِرٌ على قَطعه.. فإنّ فَعلتُ أنا مَيت، وَ لستُ قادِرٌ على قَطع الجُزء المُتعفِن.. فإنّ فَعلت أنا أيضًا مَيت..

لَيسَ الأمرُ وَ كأنني لَا أرغبُ بالمَوت.. بَل أفعَل! أترقبُ مَوتِي على عَجل لِعلمِي بأنهُ حُريتِي.. لَكِنّ ظُهورُ قَبسُ ذَلِكَ الأمل الذِي أعمَى بَصري بِنورِه يَصرُخ بِي لأحيّا وَ أهجُر التَخلِي..

هَجرتُ قَلبِي مُنذُ وَقتٍ طوِيل.. مُنذُ تِسعةِ أعوام.. خائِفٌ مِن سَردُ قِصتِي.. مَنّ سَيستَمِعُ لِي؟

أنا فَقط أشعُر بالمَلل.. أنتَظِر عَودَة المُحامِي.. غَادَرَ على عَجلٍ مُنذُ وَقتٍ لَيسَ بِبعِيد، وَ أنا أنتظِره..

أنتظِرُ دومًا فـما بِوسعِي إلا أنّ أنتظِر..

مُنذُ تِسع أعوامٍ إنتظَرتُ طويلًا فِي غُرفَة الإحتجاز كـمُشتبهٍ بِه بِقضية قَتلٍ مُتعمد، لا أعلمُ كَيفَ حتى أصبحتُ هدفًا لها.. انتظَرتُ أنّ يُخبرنِي المُحامِي وَقتها أنّنِي بَريء وَ سأعُود لِمنزِلي الذي حُرِق حَتى لو كَان حُطامًا.. لَكنهُ عادَ نَحوي وَ بِفمِه كَثيرٌ مِن الحَدِيث فَحواهُ أنني مُذنِبٌ وَ لستُ بِنزِيه

دَخلتُ السِجن وَ انتظرتُ وقتًا طَويل.. أنتظِر مَوتِي البَعِيد، حُكِم عليّ فَورًا بالإعدام.. وَ لرُبما النِضالُ الوَحِيد الذِي قَدمهُ لِي مُحامِي الدِفاعُ العَام حِينها أنّ يُؤخِر موتِي، وَ تَمَّ إعادةُ النَظر فِي عُقوبتِي، حُكِم على جَسدي البائِس بالسِجن عشرُ أعوامٍ ثُم أُعدَم، ظَهر بأنهُ مُحامٍ بارِعٌ حقًا.. لَيسَ بِما يَكفِي لأنّ يُطهِر اسمِي مِن ذنبٍ لم تُجرِمهُ يداي

ثُم هَا أنا مُجددًا أنتَظِر.. قِيلَ لِي يومًا مَا أنّ هُناكَ مُعجِزةٌ ستَأتِي فِي قِمة الخَراب، مُعجَزةٌ سَتكُون لِي مَنزلًا بَين أنقاضٍ وَ حُطام.. وَ أنا أتساءَلُ أينَ هِي؟ فَقط لَو أرَى مَن طَرحَ فَلسفَتهُ الكاذِبةُ عليّ لحَشوتُ فَمهُ بالتُراب

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن