١٦- وَ تُبكِيني أنتَ لِكونكَ الحَقِيقَة

5.8K 474 246
                                    

أهلًا مجددًا، عدنا لسرد الرواية بلسان جونغكوك.. انجوي
__________

مَا الذي تَهابُه يا قَلمِي؟ لِمَّ أراكَ تُعرِض عن سَرد ألمِي؟

ضَربٌ مِن الجُنون ألا تَرى.. كَيفَ أنّ الكون صَنعَ رُمحًا مِن مآسِيهُ لِيستَهدِف قَلبِي.. جَعل مِني أنزَوي نازِفًا دمعِي.. قَدّ دَمرَ سَعدِي وَ بَعثَر حُلمِي..

إذًا لِماذا أراكَ تُعرِضُ عَني؟

أمسَكتُ بِكَ كَما أمسَكتُ قَلبِي، شَددتُ عَليكَ بَكَفِي.. مَزجتُ لَكَ فِي رُوحِي حِبرًا لأنزِفَ على الورَقُ حُزنِي.. ثُم أراكَ تَهجرُني وَ تَبتَعِدُ عَنِي..

يا أطلَسُ حُزنِي.. يا دِيجُور هَمِي.. يا جَزعًا احتَشَدَ على صَدري..

أعجَزُ عن وَصفُكَ شُعور.. فأنَتَ أضخَمُ مِن أنّ أُطلِق عَليكَ لَقبًا كـهَذا.. أنتَ فَقط أكبُر حَجمًا من كُل شُعور

يا قَلمِي.. اسكُب حِبرُكَ على وَرقِي.. يا قَلمِي، لَملِم حُزنَكَ و اروِيه على جَسدي.. قِف على مَا يُؤذِيك وَ قُل ها أنتَ آلمتَنِي.. جَازاكَ الربُ بِما أوجعتَنِي..

أرجُوك عُد يا قَلمِي.. فإن خَيبتي تطَاولَت على نَفسِي..

عُد إليّ وَ لاتُغادِرنِي.. دَعنِي أُحدِق بِكَ هَكَذَا.. كَالنَعِيمُ على رُوحِي بَعد الخَراب.. كَالمَطرُ على جَفاءُ رُوحي بَعد الجَفاف.. هَكذا فَقط.. دَعني أغرَق..

كُنتُ أفكِر هَكذا على وَشكُ النَوم بِكَدري إلى أنّ صَعصَعت الضوضاءُ حَديدُ زِنزانتِي فَـقُمت أعُض رُوحي بأسنانِي جَزعًا أُحدِق بالحَارِس يَفُك أسرُ جَسدي بِوجهٍ مُتجَهم..

"عَلى رَسلُك أيّها الحَارِس.. نَفضَت وعيي مِنيّ!"

زَمجرتُ بِهِ مُستاءً وَ ما تَلقَيتُه الصَمت مِنه، إلى أنّ فُتِح البابُ وَ وَقف شامِخًا أمامِي

"زائِرٌ لَك أتى، لَقد أثارَ جَلبةً في المَبنى قائِلًا أنه لَيسَ بِمُغادِرٍ إلا حِينما يُحادِثُك"

عَقدتُ حَاجِبايّ بِتساؤل.. فَـمن عَساهُ أنّ يَزُورني بِهذا الوقت؟ وَ حتمًا ليس حِينما مواعِيد الزيارة انتهت!

استَقمتُ أمشِي مُوازِيًا الحَارِس، تَوجهنا لِغُرفة الزِيارة المُعتادة وَ حِينما فَتح البَاب شَعرتُ بِقلبي يَتهاوى مِن مَكانهُ يَهربُ مِن سُلطَتِي.. إنهُ تَايهِيونق.. لَيسَ أيُّ تَايهِيونق..

بَل تِلك النُسخة التِي أراها فِيه للمَرة الأولى.. تَايهِيونق الحَزِين.. إنهُ يَبكِي..

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن