الطَّريقُ إلَيك| ٠١

30.8K 1.5K 1K
                                    

روسيا؛ شِتاء ٢٠٢١

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

روسيا؛ شِتاء ٢٠٢١.

نتألَّمُ حينَما نُطعَن بخِنجر الخِيانَة، ونموتُ بسكتةِ خيبةٍ حينَما نكتشفُ هويَّة الجَاني.

كذلِك نالَ منِّي الحُزن، إذ قبضتُ على الشَّابِّ الَّذي اتَّخذتُه خليلًا لي منذُ سنَة وصَديقتي المفضَّلة، في وضعٍ مخلٍّ بالحَياء. يومَها، خُضنا جدالًا محتدمًا، سببُه رهبتِي مِن اللَّمس، فأبعدُ مدًى بلغَته علاقتُنا، إمساكُ اليدين. أردتُ مُفاجأَته بزيارتِي من أجل الاعتِذار وتوسُّل مهلَة، ريثَما أتعاملَ معَ مشاكِلي النَّفسيَّة، مفتاحُ شقَّته بحوزَتي.

لم يَسمعا طقطقةَ القُفل وسطَ معمعَة تأوُّهاتِهما، ولم يلحَظ أيُّ مِنهما وجودي، حتَّى مثَلت على عتبة غرفتِه، وغدا الإنكارُ مُستحيلًا.

مرَّ على وعكَتي العاطفيَّة أقلُّ مِن أُسبوع. قرَّرت العائِلتان الذَّهاب في رِحلةٍ إلَى مُنتجعٍ جَبليٍّ في قبردينو، والِداه مقرَّبان من والدي. كانَت نِهايَة العالم بالنِّسبة لي، وسِعني البَوح لأبِي أنِّي تَعرَّضت للغدرِ مِن قِبله، ولكنَّ الإحرَاج منَعني.

أشعُر بالخِزي، رغمَ أنَّ الذَّنبَ ليسَ ذَنبي، بَل العاهِر الَّذي أصغَى إلَى همساتِ الشَّهوة، وقايضَ آصرتنَا الأفلاطونيَّة الطَّاهِرة بعلاقةٍ جِنسيَّة عابِرة.

في الطَّائرَة، تبوَّأنا مَقعدين مُتجاوِرَين، بتدبيرٍ مِن أوليائِنا، فامتَلأ الحيِّز بشُحناتِ غضَبي السَّالبة، أكثَر ما يُثير حفيظَتي أنَّ العارَ لم يردَعه عن صبِّ الهُراء في سَمعي، كأنَّه يظُنُّني غبيَّة لأُلدَغ مِن جُحر الخَديعة مرَّتين. لقَد شيَّد على جسدِها مُستَوطنَات الرَّغبة، أولَيس مِن الأنانِيَّة أن يطمَع في جِنسيَّة وَطني وهو مَحض كيانٍ متنقِّل؟

رغمَ المَقت الَّذي أكنُّه له، لا أنكِر أنَّ دميتري شابٌّ وَسيم، جفناهُ واسِعان، يكتنِفان خرَزتين زرقاوَين تموجُ فيهِما الحَياة، وخُصلاته شَقراء مجعَّدة، لن أشبِّهها بالذَّهب لأنَّها تُشبِه القشَّ بنَظري، وكلَّما شقَّ شَفتيه المدبَّبتين نطقَ بالهُراء.

Bed Arts| JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن