فـيولـيت***
أشعر بالغرابة... نظراته، كلماته، وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات والتقينا مجددًا، ولكنني لا أتذكر أنني رأيته من قبل. هو من أنقذني من أولئك الخاطفين، وأوصلني إلى المستشفى. ورغم ذلك، أنا الآن على وشك تقديم شكوى ضده. ليس لأنني ناكرة للجميل، ولكن... لم أعد أستطيع الوثوق بأحد.
منذ وفاة جدي، أصبحت حذرة من الغرباء. كان دومًا يقول لي:
«لا أحد يساعد دون مقابل، فلكل معروف ثمن، ولكل يد ممدودة هدف خفي في هذا العالم المليء بالوحوش، بالطمع، بالجشع».ولم أكن لأتي إلى فرنسا لولا وصية جدي... أوصاني أن ألتقي بشخص ما، لكنه لم يذكر اسمه، ولا عنوانه، ولا حتى إن كان رجلًا أو امرأة.
يا جدي العزيز، لماذا تركت كل هذا الغموض في بضع كلمات... ثم رحلت؟تنهدت بيأس، وقبل أن أستغرق أكثر في شرودي، همس صوته الخشن بجانب أذني:
"ما الأمر؟ إن كنتِ متعبة من الوقوف، فهناك مقاعد خلفكِ."
التفتُ خلفي، وبالفعل، كانت هناك مقاعد. لم أنتبه لها عندما دخلت. كنت متوترة، مرتبكة... لكن هناك نبرة خفية في صوته، نبرة ساخرة!
حمحمت، وقلت:
"أعلم... ولماذا وجهك قريب هكذا؟ هل يمكنك الابتعاد؟"رفع حاجبيه وابتعد، وعلى شفتيه ظهرت شبه ابتسامة، ثم قال:
"لم تكوني تعرفين، أيتها الكاذبة."فتحت فمي بدهشة. كيف عرف؟!
لا... لن أعترف. ربما فقط يختبر رد فعلي.
"ولماذا أنت متأكد أنني أكذب؟"ضيق عينيه قليلًا، وارتفع طرف شفتيه بابتسامة خافتة:
"ببساطة... لأنكِ لم تلتفتي عندما دخلنا. فكيف ستعرفين بوجود مقاعد خلفكِ؟"لقد كشفني! هل كان يراقبني طوال الوقت؟
شبكت أصابعي بتوتر، وهمست:
"أنا أعترف... كانت كذبة بيضاء."راقبت ملامحه، لكنها بقيت جامدة. انحنى قليلًا حتى اختلطت أنفاسنا، وامتدت يده لتلمس خصلات شعري وهو يقول بصوت خافت:
"لا يا فيوليت... لا توجد كذبة بيضاء. الكذبة تبقى كذبة."
قضمت شفتي، وهززت رأسي برفض، وهمست:
"هذا غير صحيح... أحيانًا، هناك كذبات بيضاء لا تؤذي أحدًا، بل تنقذ من نحبهم."تنهد وابتعد عني، ثم التفت نحو المحقق الذي كان يراقبنا بصمت. عبست... تم تجاهلي تمامًا الآن. متى سينتهي هذا؟ علي العودة إلى الفندق... حقيبتي وأموالي هناك.
نظرت إلى نفسي واستوعبت فجأة... حقيبتي ليست معي!
لا أذكر أين تركتها! أغمضت عيني محاولة التذكر... جواز سفري... الوصية... لا يمكن أن أفقدهما!أخرجني من شرودي يد سحبني بقوة. كان هو، ويبدو عليه الغضب. بدأ يسير بسرعة، وكنت على وشك التعثر عدة مرات، لكنه لم يتوقف. خرجنا من المركز، وترك يدي، أخرج هاتفه، وتمتم بلعنة.

أنت تقرأ
عَرُوس الرَئيس
Fanfiction(الجزء الأول) عازفة البيانو ذات العيون الذهبية ورئيس مافيا ملقب بالخطر هما التناقض بحد ذاته هي نقية وهو ملوث " أنت شخص غامض وانا لا أحب الغموض ، من تكون لماذا ظهرت إلي أخبرني من أنت ؟ " تقدم بعض خطوات ثم انحناء قليلًا لتلتقي نظراتنا وأردف متمتماً...