Chapter 16

22.7K 1K 131
                                    

سـانـدرا***

طوال الطريق، لم تتوقف نظراته عن مراقبتي. عقدتُ حاجبي بانزعاج وتجاهلت عينيه المحدقتين نحوي. لم يبدُ كشخص ينوي اختطافي أو إيذائي، ربما كان يحاول إخافتي فقط، أو اختبار ردة فعلي. تنهدتُ، وأسندتُ رأسي على زجاج السيارة، أراقب الطريق أمامنا. الأشجار أصبحت أكثر كثافة، وتعرجات الأرض توحي بأنه من المستحيل أن يؤدي هذا الطريق إلى المدينة.

حين سألته، أجابني بأنه سيضيفني عنده. حدقتُ به للحظة، ثم أخبرته بأنه سيخسر الطعام معي، فأنا شخص صعب الإرضاء. لكنه فاجأني بقوله: "أي شيء تطلبينه سيكون لكِ". عرضٌ مغرٍ جدًا، وإن كان ينوي خطفي، فلا مانع لدي!

أخبرته بحماس بكل ما أريده من حلويات، وخصوصًا الشوكولاتة. عبستُ حين قال إن الحلويات ستضر أسناني—لقد أصبح يشبه أخي ليونيل. أردتُ أن أطلب منه إنزالي، لكنه سبقني وقال إن كل ما أطلبه سيكون لدي. ابتسمتُ بسعادة، وبسرعة أخبرته أنني لا أمانع أن يخطفني، بما أنني سأمكث عنده لفترة. عليّ أن أعرف اسمه، وهذا ما قلتُه له. لم يقل شيئًا لبرهة، ثم نطق أخيرًا: "فاليوس". إذن، هذا هو اسمه.

ابتسمتُ وأومأت له. أنا أعلم أن هذا الشخص لن يؤذيني. إنه ليس مثل أولئك الذين اختطفوني سابقًا. وأخي ليونيل سيجدني قريبًا، وبالتأكيد لن يدع الأمر يمر بسلام—سيعاقبني! لذلك، سأبقى مع السيد فاليوس وأستمتع بما سيقدمه لي. لقد وعدني.

خرجتُ من شرودي على اهتزاز السيارة وهي تعبر طرقًا متعرجة، نحن نتوغل أكثر في الغابة. أشعر بالإثارة، لم أجرب خوض مغامرة من قبل، لكن الواقعية تمنعني—لم أتجرأ يومًا على الخروج من قوقعتي. كنتُ مثل الظل بجانب أخي، الذي درس، وبنى شركات، وكان دائمًا مدمنًا على العمل. لقد رباني واعتنى بي منذ أن كنت صغيرة، ولم يتذمر يومًا.

يا إلهي... لقد اشتقت له بهذه السرعة؟! لن أختفي للأبد، سأعود له قريبًا. تُرى، هل عاد؟ هل لاحظ اختفائي؟ تنهدتُ، وأدرتُ رأسي حالما توقفت السيارة أمام منزل خشبي يحيطه الهدوء والأشجار. هنا حيث الطبيعة والسلام. هكذا سيظن أي شخص ينظر إليه. لقد أحببتُ فعلًا أن يتم اختطافي من قبل هذا السيد.

فتح باب السيارة وترجّل، وتبعه الرجل ذو الشعر الأحمر الذي كان يقود. لم أركّز على ملامحه، فقد أدار ظهره لي، وشَعره الأحمر هو ما ميزه. فتحتُ الباب وترجلتُ. وعندما تحركتُ نحوهما، انطلق صاحب الشعر الأحمر عائدًا إلى السيارة. نظرتُ إلى فاليوس، ثم بسرعة فتحت كراستي وكتبت بخط عريض:
"لماذا غادر هكذا؟ بدا منزعجًا."

مدّ يده نحوي، وشبك أصابعه مع يدي، وتمتم بصوت خافت:
"لقد كبرتِ... وكبر جمالكِ معكِ."

حدقتُ بيديه المتشابكتين مع يدي، ثم رفعت نظري إليه. تلك اللمعة في عينيه... كانت تحدق بي بشوقٍ أربكني. جسدي ارتجف، ودق قلبي بعنف. مشاعر غامرة بعثرت أفكاري... كأن نظراته رصاصة استقرت في منتصف قلبي. نفضتُ تلك الأفكار، وقلبت الورقة، وكتبت بسرعة:
"هذا ليس جوابًا لسؤالي، سيد فاليوس."

عبس، عقد حاجبيه، ثم قال:
"سيد! ناديني فاليوس."

هززت رأسي نفيًا، وكتبت:
"لكنك كبير... وغريب عني."

قهقه بصخب، ثم أردف:
"أنا لستُ كبيرًا، لم أدخل الثلاثين بعد."

ثم فجأة، وضع يديه على ظهري، ويده الأخرى تحت فخذي، وحملني! شهقتُ وتمسكتُ بعنقه، بينما سقطت كراستي من يدي، وبقيتُ متمسكة بالقلم.

فيوليت***

همسها لي، وتلك الكلمة وحدها جعلتني أشعر أنني أحمل أسرارًا لا أعرفها. أقسم، لو أخبرني الآن أنني فاقدة للذاكرة، سأصدق!

خرجتُ من شرودي على صوته وهو يزمجر:
"رائحتكِ... إنها مغرية."

غرس وجهه في رقبتي، وشعرتُ بعضّته الخفيفة. أمسكتُ بشعره وسحبته، لكنه بدلًا من الابتعاد، ضغط على خصري. أصدر صوت حشرجة خافتة... كان يتذمر فعلًا! قلبي ينبض بجنون، وهو ينزل برأسه نحو صدري. همستُ بصوت مرتجف:
"ل..ليونيل؟ ما..ماذا تفعل؟ أ..ابتعد."

رفع رأسه وتمتم بالفرنسية:
"Violet tu es si belle, tu me donnes envie de te posséder."
فيوليت، أنتِ جميلة للغاية... تجعلينني أرغب بامتلاككِ

رفعني من على حضنه، ثم وقفني أمامه، وأمسك يدي بلطف وقال:
"أنتِ تعلمين الآن أنني زوجكِ... وبالقانون."

سحبتُ يدي بقوة، وصرختُ بغضب:
"أوه حقًا!؟ أخبرني أيضًا أن لدي طفلًا منك وأنا لا أعلم!"

ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيه، وكأنه أحب ما قلته. حاول إمساك يدي مجددًا، سحبتها، لكنه أمسكها مرة أخرى. حدّقت به بضيق، ما زلتُ غاضبة، لم يجبني على أسئلتي، ولم يبرر أفعاله.

نظر لي بعيون دافئة، وابتسم بلطف، ثم قال:
"زهرتي الذهبية..."

أبعدتُ نظري، شعرت بحرارة وجهي، هل يحاول إغرائي الآن؟! تنهدت، ثم همست له:
"هل تغريني الآن؟ لماذا أصبحت فجأة رومانسيًا؟ أنت مليء بالتناقض!"

قهقه بخفة، ثم سحبني خارج المكتب، ودخل الغرفة التي كنت أستخدمها منذ قدومي. فتح الباب، وسحبني خلفه، ثم ترك يدي وسار نحو الخزانة وفتحها...

كانت ممتلئة بالبدلات الرسمية والقمصان الرجالية عاد نحوي وقال:
"أنتِ لم تحاولي استكشاف الغرفة، ولم ترتّبي ملابسك رغم أن حقيبة سفرك هنا. لا تفكرين بالبقاء، أليس كذلك؟"

صمتُ ولم أجيبه. رفع ذقني، وقال:
"انظري لي، فيوليت... أنا أحاول حمايتكِ. لكنكِ تفكرين بالمغادرة."

كان لا يزال ينظر لي بنفس العيون الدافئة. رفع يده ليبعد خصلة من شعري عن وجهي، وهمس:
"لماذا لا تقولين شيئًا؟"

سألته بخفوت، ونظرتُ في عينيه الداكنتين أبحث عن إجابات، لكني لم أجد شيئًا:
"لماذا تخفي الكثير؟ لماذا فقط... لا تخبرني؟"

ضيق عينيه قليلًا، وازداد حوله ذلك السكون المظلم، ثم تنهد وقال:
"فيول... كل ما عليكِ فعله هو التعود على هذا المكان، وعلى هذه الغرفة... وستصبح الأمور بخير."

أنهى حديثه وغادر الغرفة. لماذا هو غاضب الآن؟ أليس من يجب أن يغضب... هو أنا؟!

هززت رأسي بيأس، وحدقت في أرجاء الغرفة. هو محق... لم أهتم كثيرًا لأنني ظننت أنه حالما أجد جواز سفري، سأغادر فورًا. لكن... ظهور هذا الشخص، الذي يحمل أسرارًا تخصني، قلب كل شيء

عَرُوس الرَئيسWhere stories live. Discover now