The special part 3

12.1K 444 86
                                    

فـيولـيت***

تلمستُ بطني بخفة، وأنا أروي لصغيري تفاصيل هذا اليوم، وتحدثت عن والده... كم هو غامض ومتناقض. ومع ذلك، فهو يحبني ويهتم بنا. لطالما ظننت أن لقائي به كان غريبًا، ولم أتوقع أبدًا أن يكون هو... شخص عرفته من الماضي

لقد عشت معزولة عن العالم، بلا أصدقاء كان جدي لي بمثابة أم وأب ومعلم. علّمني كل ما أحتاجه، حتى ثقافة والدتي ولغتها الأم. كنت أظنه يفعل ذلك ليهيئني للعيش مع أحد أقارب أمي... وكم بكيت سرًا. لكنه اكتشفني في النهاية ووبخني

أشتاق إليه كثيرًا... ليتَه لم يرحل. الفراق صعب، والشيء الوحيد الذي يبقيني صامدة هي الذكريات

تنهدت، وانسابت بعض الدموع على خدي:
"أوه صغيري... هل تجعل والدتك متقلبة المشاعر هكذا؟ أحيانًا أختلق شجارًا مع ليو بلا سبب"

قلتُ وضحكت بينما تذكرت كم عانى معي من تقلّب مزاجي

"فيول... هل عادت تلك الحالة الغريبة مجددًا؟"

سألني وهو يسند كتفه إلى الحائط يراقبني بقلق أومأت نفيًا، وأشرت له أن يجلس، فاقترب بهدوء وجلس بجانبي، ثم مدّ يده ليمسح دموعي التي بللت وجنتي، وعلى وجهه ملامح جدية:
" أمتأكدة؟ وما هذه الدموع إذًا؟ ولا تقولي 'دخل التراب في عينيّ'، فكل النوافذ مغلقة، ولا مجال للتراب أن يخترقها ليدخل عينيكِ الجميلتين"

قهقهتُ رغمًا عني، ثم عبست وقلت:
"لا، لم أكن لأقول هذا. فقط... تذكّرت جدي. تمنيت لو كان موجودًا الآن".

همهم قليلًا، وقد بدا عليه التفكير. ثم أعاد تركيزه عليّ وسأل بصوت يحمل فضولًا:
"فيوليت... هل ظهر لكِ في الأحلام؟"

في الأحلام؟ ماذا يقصد؟ هل ليونيل ظهر في أحلامي؟ حاولت أن أتذكر... أليس من الطبيعي أن هو من يحلم بي؟ هو يعرفني ويتذكرني جيدًا.

هززت رأسي نفيًا، لكنه لم يبدُ مقتنعًا، تمتم وكأنه يراجع أمرًا في ذهنه:
" قال لي العجوز إنك كنتِ تريني في أحلامكِ، عندما كنت أحتضنك وأستمع إليك، أو حين لعبنا الكرة معًا... ألا تذكرين؟"

أتذكّر... حين كنت صغيرة، كنت أحكي لجدي عن أحلامي: الوحش الذي يريد عينيّ، الغرفة المظلمة، الأطفال الذين ينادونني بـ"الساحرة"، والفتى... ذلك الفتى بلا ملامح.

نظرت إليه وسألت بدهشة:
"ليو... هل كنتَ أنت الفتى الذي بلا ملامح؟"

عدل جلسته واقترب مني وقال:
"هل كنتِ تريني بلا ملامح؟ ذلك العجوز لم يحدثكِ عني أبدًا..."

استدرت نحوه بنظرة ممتعضة وصرخت غاضبة:
"لماذا لا تحترم جدي؟! في كل مرة تناديه بـ'العجوز'! لو سمعك، لما أعجبه هذا أبدًا. لن أتكلم معك إن كررت ذلك"

أمال رأسه قليلًا وتمتم:
"أليس عجوزًا بالفعل؟ ما الخطأ في مناداته بذلك؟ لقد سمعني كثيرًا وأنا أناديه بهذا الاسم"

عَرُوس الرَئيسWo Geschichten leben. Entdecke jetzt