ضيّاع

3K 131 25
                                    



خَرجتُ مِن المَنزل أشعرُ بالاختناق مِنهُ ومِن نَفسي أشعرُ بأني سأسقطُ لِشدة تَعبي وأنا لَم أعمل اليوم أشعر وكأني أريد البُكاء ولكن لايُوجد سببٌ للبُكاء أشعر وكأني أريد أن أتنَاوّل الطعّام ولكني لستُ جائعاً أشعر وكأني مُشتاق لكن لا اعلم لِمن أنا مُشتاق ألي نَفسي؟ أم ليِ نَفسي؟ لا أعلم ليسَ هُناك ما أعلمهُ ، لَم أعد أشعر بِنفسي كأني جَسدٌ بلاَ روح وهوَ كذلك أنتظُر وأنتظر لِذلك اليِوم وإقتربَ حقاً .

رَفعتُ نَظري ورأيتُ ذَلك الفَتى يبدوا وكأنه بِعُمري؟يقف ويَبيعُ الازهار فيّ مُنتصف الطَريق بِهذا البَرد وليسَ هُناكَ مايُدفئ جَسده مِن قسوتهُ إقتربتُ مِنه " عُذراً " والتفتَ لي وتوترت لا أعلم لِماذا حادثتهُ نَظرتُ له ونظرتُ لِتلكَ الازهار التَي بيده وتحدثتُ سريعاً" أريد تِلك البيضاء "،  لا أحب الازهار حقاً لكن أشتريتها ، " تَفضل "، مَدَ لي تِلك الزَهرة و مَددتُ لهُ المال وأخذه مِني وأبتسمَ لي لاأعلم لِماذا إبتسم ، عُدت أدراجي وسأعود لذلك المَنزل وسأموت يوماً مِمن فيه ولكن لاأريد الموت هُناك ، الموتَ بِحُضن شَخص أم مِن أصحاب المنزل؟ تساءلتُ وسأتساءل وسَتنتهيّ تساؤلاتيّ

'

بِعتُ كَم زَهرةٍ لكن لَم أبيعها جميعها وأعلم سَيُبخني أبي وها أنا ذاهب لِلمنزل  إن الجُو شَديد البرُودة أخذتُ نَفساً عميقاً الرياح نَقيه والسماءُ صافية وأزفرتهُ مَع إبتسامةٍ ذابلة كَم تمنيتُ أن يَموت الفَقر وأن لايحيى أبداً كَم تَمنيت أن نَعيش أنا وأمي بسلامٍ بَعيدين عَن أبي كَم تَمنيت أن يكون لدينا مَنزل يُدفئني أنا وأمي اهٍ هُناك الكَثير مِن ألامنيات , إقتربتُ مِن المَنزل ورأيتُ أبي يُوبخ أمي لأنها لَم تُحيك لِنساء القَرية ثِيابٍ وتَجلبَ لَنا المَال ،

بدأ قَلبي يؤلمني عِندما رأيت دموع أمي تَنزل وهي تُخبره إنها عاجزه لاتستطيع ولاتوجد حَاجيات المَكينة ولا أعلم ماذا افعل لا أحد يشتري مِني الازهار ،

إقتربتُ سريعاً مِن أمي، " إبتعد عَنها " ، تَحدثتُ لِأبي وقلبي مَليء بالخوف أهاب أبي وبقوة،  " ألم أقل لكَ أن لا تأتي إلا عِندما تَبيع تِلكَ الازهار ها؟" كُنت أعلم إنه سيتكلم عَن هذه الازهار وحقاً لا أتذكر متى قال لي هَل أنت بخير بُني هَل تَشعر بالالم مِن العَمل المُتواصل ، حقاً لا أتذكر سِواء ضَربهُ وتوبيخه الدائم  ، " لا أحدَ يُريد الشِراء ماذا أفعل وكُدتُ أموت َمِن البَرد وعُدت " أجبتهُ بِصوتٍ عالي وأنا أنظرُ بداخل عينيه وأدعي بداخلي أن لايضربّني ، " أبدأتَ تَرفعَ صوتك عَلي ياهذا " ، وكادَ أن يَضربني لولا تَدخلُ أمي ولكن ها هيَ تَتلقى الصفعه " سَتعمل مَعي طوالَ النهارّ ثُم ستَذهبَ للبيع أسمعتنّي" أجابتهُ أمي سريعاً ، " أتُريد قَتلةُ بالعَمل هكذّا ومَرضهُ؟ لَن يتحَمل تايهيّونغ "


، هو مُحق لا نستطيع جَني المال مِن وراء تِلك الازهار والعَمل بالحَقل صَعب ،

أتى اليوم الثاني وها أنا أخرج مِن هذا المَنزل المُهترئ ، نسيّر أنا وأبي مُتوجهين لِلحقل ، دَخلنا وبدأنا بالعمل كَم مُتعب الحَرث كادت يداي أن تَنكسر مِن بعده وقَلبي بدأَ يؤلمني ،


إنتهينا بعد حلول خَمس ساعات مُتواصله نَزلت المُعدات من يدي و أرى أبي يتحدث مع مالك هذا الحقل ورأيته يمد المآل عليه وإلتفت لي أبي " تايهيونغ أذهب وأنظر لإجراء الحقل سأتكلم مع السيّد هنري " أومات سرتُ للأمام ولا أعلم اين أذهب وبدأ يظهر لي مَنزلٌ كبير وأظنهُ لمالك الحقل إقتربت منه ،  " تايهيونغ " ، صوت أبي ،  "تَعالَ سَنذهب "

                                   '

مُستلقي على فُراشيّ وَ أتحدث مع من بِداخلي وقاطع حديثي طَرق الباب " جُونغكوك " ، أمي مُجدداً ،  " لتخرج الطعامُ جاهز " وكالعادة لم أجيبها ولم أنظُر لها وهيَ تدخل،  " جونغكوك "،  تحدثت بحِدة تنهدت بثقلٍ لا أريد الالتفات والنظر اليها ، "لا أريد "  ، إقتربت مني " لِماذا؟  أتُريد التعفن بهذة الغرفة؟ أخرج بِحق الرب وأنظُر للِناس وتَحدثَ مَعهم ،  أنظر لِحالك وجهّكَ شاحب وعيناكَ مليئة بالسواد ولقد خَسرتَ الكثير مَن الوزن أستبقَى على هذا الحال جُونغكوك أجبنّي ولا تتجّاهل"


وككُل مرة هذا حديث أمي،  " أريد النوم إذا انتهيتي من حديثك أخرُجي " ، قُلت مالديَ والتفت بجسدي لأقُابِل الحائط ، كُنت أعلم إنها ستتحدث بهذه اللحظه ، " جونغكوك سأخرج وإن لم تلحقنّي ستُعاقب أفهِمت؟ " خرجت وسكرتّ البابَ بِقسوة ، تنهدّتُ بِضيق أعلّم ماهوَ عِقابُها ، أستقمت وَنظرتُ لِشكلي لِلمرآه قَبيحٌ جِداً أُريد الاستفراغّ ، خرجت من غُرفتي أنظرَ لَهم وهُم يأكلون بِقُبحٍ شَديّد ، إقتربت وجلست بالمَقعدّ الذّي بِجانب أبي وبدأتُ  بالأكل وحقاً لم أنتبِه للذيّ يَنظُر ليّ ،

زَهرّة التوُليّب Where stories live. Discover now