ملحمةُ الحُب

666 32 21
                                    












كالغورليِ غَرب أستراليِا 1955

بعدَ مِرور أربعةُ أشهرُ




الأحبابَ مُتعانقيِن ونائميِن بِوسطَ أحضانَ بعضَ ولايعلمون عَن الذيِ يجريِ بِالخارِج وهيِ أِن الحربَ بيِن الدوُل المِجاوِرة ستُقام وإن دولتهُم مُتشارِكة كذلكَ بِها
ولايعلمُ أحد إِن كانَ سيعيشُ العُشاقَ بِهذه الحروُب؟ أم ستُعاهِرهُم الحيِاه ويبتعدوُن عَن بَعض وحتَى لايعلموُن إن كانوا بِالحياة الأُخرى سيلتقوُن وإن وكانتَ هُناك حيِاة أو سيلتقوُن بِفردُوس الرّب؟ أم أن شخصٌ سيموُت قبلَ أن تُميتهُ الحرُوب ويدعُ قلباً يموتُ شوقاً وحزُنً وألمٌ وحرباً؟


إستيقظَ فتى الأزهَار وتوجهَ لِدورة الميِاه لِلأغتسال وقضَاء حاجتهُ ، خرجَ بعدَ ماأنهى ماكانَ يفعلُ وإتجهَ لِلمطبخَ وبدأَ يعدُ الأفطارَ لهُ ولعشيقهُ وأخذهُ التفكيِر سهواً وإستيقظَ مُفزوعاً لِليدانَ المُحيطة بِخصرهُ والشِفتان التيِ فوقَ عُنقهُ
يُقبلُ عُنقهُ تارة ويمتصهُ تارِة ويهمسُ بِأذنهُ 'متى أستيقظَ فتايِ؟ ' وقهقهةٌ تخرجُ مِن فتى الأزهار خجِلة لِقُبلات عشيقهُ .


أعدو طعَام الأفطار فتناولوهُ ولايُخلى ألافطار مِن غزل العشيِق لِفتاهُ ويطعمهُ الخُبز ويقبلُ شِفتاهُ تارة وتارة يُطعمهُ ويشربهُ الحليِب والفتى بدأَ يتذمرَ لأنهُ شبعَ
والأخر مُصِر أن يتناولَ فتاهُ إلافطار كُلهُ لِقلة غِذائهُ .


بدؤا بِالدخوُل لِلحقِل فكانَ الطقسُ حَار والشمسُ
مُختلِية معَ الغيِوم وخانت قمرُها اللِيليِ .


يأخذُ الفتى المِحراث وبدأ يحرُث وعشيقهُ كذلكَ يعملون بِجِد ، مضىَ مِن الزمِن خمسةُ ساعَات وألقوا مابِيداهُم
والتقطوا عِبواتَ الميِاه وبدؤا بالشِرب وينظروُن لِبعضِهم ويبتسموُن بِحُب ، خرجوا مِن الحقِل فاتجهوا لِلنهِر .


كُل واحدٍ يخلعُ لِلأخِر ماعليِه ، تعرى كِلاً مِنهم فدخلوا الميِاه فكانت دافِئه ، يلعبوُن معَ بعضِهم بِأبتِسامةٌ واسِعة فكانَ فتى الأزهار مُنشغِل بِتعبِئة يداهُ بِالميِاه لِكيِ يرُشِها على الأخِر لكَن لَم يحرزُ فتى التوُليِب لِأنَ حبيبهُ قد أمسكَ يداهُ بيِدٍ واحِدة وخصرهُ بِيد واحِدة إيضاً فقربهُ لِجسدهُ العاريِ مِن جزءهُ العلويِ والسُفليِ ، فتلامسِة أصدرهُم ومناطِقهُم فخجلَ فتى الأزهار مِن ماهوَ عليِه فحشرَ وجههُ بِعُنق الأكبِر ، لكَن الأكبر لَم يخجلُ أطلاقاً؟ بَل أعجبتهُ وضعيِتهُم وخجلَ زهرة التوليِب ، فبدأ يُحرِك جزءهُ السُفليِ على خاصِة الأصغِر فالأصغر يُحاولَ إيبعادهُ
لكن مُحاولاتهُ باتت بِالفشِل فتحدثَ الأكبر ، " هَل نُمارِس
الحُب هُنا؟ الشمسُ على وشكَ الغروُب ولاأحدُ هُنا؟ " ،
رفعَ الأصغرَ نظرهُ لِسؤالَ حبيبهُ فبدأَ يُحركَ نظرهُ بِكُل مكان لِلتأكِد مِن حديِث حبيبهُ فكانَ صادِقٌ ! لايوجدُ هُنا ولا واحدٍ مِن الأِنس فلن يراهُم أحد وهُم يمارسون؟



زَهرّة التوُليّب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن