مَن أنا؟

573 45 13
                                    




أخرُج ولأول مَرة بَعد ثلاثة أشهُر ، ضوءَ الشَمس قَوي وَ كُل شيءٍ باهت أم بِنظرّي؟ ، " جونغكوك " ، ألتفتُ لِمصدر الصوت ، " أمي " ، أحتضُنتني وَلم أبادُلها لأولِ مَرة !

نَجلُس جَميعاً عَلى المائدة ، يأكلون ،  الصوت ، المَضغ ، حَديث ، لَمساتٍ ، نِداء .

أنظُر لِيدّ أبي وَهيّ تَتلمسني ، مُقرف ، أريد الذهاب ليِ غُرفتي وَلم أستطيع بِسببِهُ ، " عَزيزي أستَذهُب لِتايهونغ لَم يَعُد يأتي لِلعَمل أخاف أن يَفعل شيئاً لِأختفاءهُ " ، جَذبني حَديث أمي لأبيّ ، " مابِهُ تايهيونغ؟ " ، سألت .

" والدتهُ تَوفت مُنذَ حواليّ ثلاثة أشهُر اه إنهُ طُفلٍ مِسكين أتساءل ماذا يَفعل الان " ، مَاذا تَوفت!! ، مَتى؟؟ ، لا أستطيع التنفُس ، لا أستطيع الوقوف قَدماي لا أستطيع تَحريكها ، أتكئ عَلى الطاوِلة وَلم استطيع الثبوت وبدأت الاطباق بِالوقوع والتكَسُر ، " جونغكوك مابِك أنت بِخير ! " ، لا تقتربي أمي أبتعدي عَني ، لا تلمسنيّ أرجوك أبتعد أبتعد .

أركُض ، إنتظر ، إنّ ذَهبتُ إليه ماذا سأقول لهُ؟ ، أركُض

أطرق الباب لا أحد يَفتُح ، أُناديّ ، " تايهيونغ إفتح الباب " ، فُتح الباب وكانَ هوَ ، " وعانقتهُ وبدأت بالبُكاء سَريعاً ، " أعتذر ، أعتذر ، لَم أعلم ، أعتذِر تايهيونغ "،

أيُفيد الاعتذار؟ أن أتيتُ مُعتذراً بَعد فوات الاوآن؟ أتُحِلَ المَغفِرة لِمن كان يَتصارعُ مَع ذاتهِ؟ أستغفرَّ ليّ يَا أيُها الرّب؟ أتغفُر لِشَخصٌ مَليء بالذِنوب والخطايا! وَ يتمنى المَغفِرة ! لَكن كانت أمي تُخبرنيّ أنَّ لَا هُناك شَخصٌ مَعصومٍ عَن الذَنب ، كُل شَخصٍ لَديه ذَنب والآف ومَلاين الذِنوب وَيتمنى ويتمنى عِند شروُق الشَمس وَمغرِبها ويأتي والظلام وهوَ يَتمنى أن يُغفرَ له وأن يَحصُل عَلى مايتمنى ، سأتمنى وأتمنى أن يَهدأَ مابِداخليّ ويَذهبون هَاؤلاك الَذين يَعيشون بِداخليّ ويتحدثون بِرأسي لا أستطيع تَحملهم يارّب لا أستطيع التَحمُل لا أستطيع أن أكون عَلى وَشك النوم ويبدأون بالتَحدُث وَليسَ فَقط هُنا دائماً يَتحدثون ويؤلموني بِحديثهم ، ضِحكاتِهم ، لَمساتهم ، إقترابِهم ، ليسَ هُناك أحد بِجواري لِكي يَلمُسني أو يُحادثنيّ أو يَقترب مِنيّ ويَبدأ بِالتحدُث ، جَميعَهم بِداخليَّ ، أستيقُظ بِمُنتصف الليل لِكثرة حَديثَهم ، لا أستطيع التَحمُل أتمنى وأتمنى أن يختفوا أريد النومَ بِدون حَديث أريد النوم بِدون لَمس أريد النوم مِن دون خَوف ، خوفٌ يأتيني عِندما أوشكَ بِالنوم ، أخاف أن يَحدُث مَعي ماحدثَ بِالليلة الماضيه .

" أنت بِخير تايهيونغ؟ " ، يَنظُر ليّ ويَنظُر ليّ غُرفة والدِتهُ وبدأ بِالبُكاء ، ماذا أفعل أحتضنهُ؟ ، إقتربت وجَلست بِجانِبهُ وأحتضنتهُ ، " جونغكوك لَن تَعود " ، أرجوك توقف عَن البُكاء ، " حَسناً تايهيونغ أنا بِجانبك " ، ماذا أفعل ياألاهي .

"لَم تأكل طعامُك تايهيونغ سَيبرد " ، لَم يُعير لِحديثيّ أهتمام ، " تايهيونغ " ، نَظرَّ ليّ أخيراً ، " لا أريد " ،

" لَكن لَم تأكُل شيئـ" ، أستقام وَصمتُ  ،

أغطيّ جَسدهُ بِهذا اللُحاف ، يَنظُر للقَمر وأنظرُ لهُ ، " كيفَ توفت" ، اللعنه عليّ ، " خَرجت بِالصباح وكُنت أعمل وعِند أنتهائي عُدت لِلمنزل وَ وجدتُها مُستلقية بِسلام "

، إبتسم بِنهاية حَديثه ، " إينَّ كُنت طَوال تِلكَ الأشهر " ،

" لَم أكن هُنا " ، عَقد حاجبيه ، " أينَ كُنت؟" ، " كُنت عِند خالتيّ " ، " لِماذا " ، " لأنها مَريضه "، أؤمأ ليّ .

" اريد النوم "

" وأنا أيضاً "

" سأعطيكَ شيئاً يُدفئك "

" حسناً "

" تَفضل "

أننيّ حَقاً مُتعب وأريد النوم ، النوم فَقط  .

'

هَذا الصباح إستيقظت عَلى صوت طَرق الباب وفَتحتهُ وكان جونغكوك وأحتضننيّ ، كان حُضنهُ دافئ ، أعدَ ليّ الطعام وكان لَذيذ ، وهاهوَ مُستلقيّ نائماً ، وَجهه ، شَفتيه ، رِمش عيناه ، أنفهُ ، كُل شيءٍ بِه جَميل .

بدأ يُظهر أصواتاً ويأنُ بِنومه ، أستيقظَ مفزوعاً ونَظر لِلباب سَريعاً ونظرَ ليّ وإرتمى بحُضني وبدأ بالبُكاء ، أمسحُ عَلى ظَهره وأرددُ ' لابأسَ مُجرد كابوس ' وَبعد لَحظات عادَ لِمنامهِ لِحلُم وَلم أعُد لأنه أماميّ .

بَعد مرور سَبعة أيام أعتدتُ عَلى وجودة بِجانبيّ .

" أستيقظت " ، خَرجَ مِن المَطبخَ وتحدثَ اليّ ، " الإفطارُ جاهز هيّا لِنأكُل " ، أومأتُ له ، وباشرنا بالأكل وَلم يتجرأ أحد لِلحديث .

" سأذهبَ لِلحقل لِلعمل وأنت إذهبَ لِمنزلك والدتُك ستقلقَ عَليك " ، رفعَ نَظرهُ مِن عَلى الاطباق وكانت نظراتهُ تؤلم ، نَسيّر بِجانب بَعض وَحقاً مَللتُ مِن هذا الصَمت .

وَصلناً وبدأت أعمل وهوَ كان وافقٌ عِند الباب ويَنظُر ألي ،
" سأساعِدك مَلِلت " ، يَرفعُ أكمامه وألتقطَ المِحراث وبدأ يَعمل ، بَعد حِلول ساعتيِن توقفنا ، أتكئ عَلى السياج وأنظُر لهُ وهوَ يَقترب وَ جلسَ أماميّ وَكان نَظرهُ عَلى أبيه .

" جونغكوك "

" نَعم "

" مَن أنت "

" مَن أنا "

" نَعم حَدثنيّ عنّك "

" حَسناً "

" أنا ذَلك الفتى ، الفتى الذي يوهمَ ذاتِة أنهُ بِخير وَهو كُل يوماً يَموت بِبُطئٍ مؤلم ، أنا المؤذي لِذاتهِ الذي يُجرح مِعصمهُ ويرى لونَ دِماءهِ أبيض ، أنا المُذنب لِذاتهُ الذي يَرى إنعكاس صُورتهُ بِالمراءة ويَبدأ بِقذفِ وَشتمِ ذاتِه ، أنا القاتِل ، قاتِلُ ذاتي أقتلُها كَمُجرمٍ يَفعلُ مايُملي لَهُ عَقلة ويبدأ بالتنفيذ وَ يَقتُل بأبشعَ الأنواع ، أنا المُنادي الذي يُناديّ وَالدتهُ فيّ مُنتصفِ الليل لكيّ تُهدء لهُ ألمُ روحه ، أنا خَطيئةُ والدايّ خَطيئة تِلك الليلة وأنا ذَلك المُتألم مِن بَعد خَطيئتهُم ، أنا الصامتُ لِلألم وأفرغُ حُزني بالأذى ، نَعم أنا ذَلك الفتى وجَميعُ ألميّ ذَلك البياض المؤلم .

زَهرّة التوُليّب Where stories live. Discover now