سـانـدرا***
جلست على العشب وبجانبي أدوات الرسم، أحدّق في السماء بشرود.
أخي... لقد تأخّر، وهذا ليس من عادته. دائمًا ما يأتي في هذا الوقت لنقضي بعض الوقت معًا.
أنا حزينة. عندما أراه، سأتجاهله.عبستُ بغضب وأنا أنظر إلى دفتري؛ عندما أريد إيصال ما أشعر به، أكتبه، والآخرون يفهمون، بما أنني لا أستطيع التحدث.
هذا لم يعد يهم، لقد تعايشت مع الأمر.أمسكت بالفرشاة وأخذت أُكمل لوحتي.
وضعت لمستي الأخيرة عليها، فكل يوم أرسم المكان الذي أجلس فيه.
اليوم، عدد الغيوم قليل، والسماء زرقاء صافية.رميت الفرشاة، وحملت اللوحة ودفتري، وسرت للداخل.
لتظهر أمامي تلك الممرضة. لم أشعر بالراحة معها منذ أول يوم.
تهتم بصحتي، لكنها تُعطيني دواء يجعلني أنام طويلًا. عبست في وجهها.فقلبت عينيها بملل، وقالت بسخرية:
"سيدتي، أنا حقًا لا أفهم لماذا ترسمين نفس الشيء! إن كنت لا تعرفين ما ترسمينه، أستطيع مساعدتك."زفرت بضيق وتخطّيتها، صعدت السلالم متوجهة لغرفتي، لكنها لحقتني وهي تنادي:
"سيدتي، انتظري! يجب عليكِ أخذ الدواء!"استدرت نحوها، وقلّبت صفحات دفتري.
رفعت الورقة التي كتبت فيها: "دعيني وشأني."تنهدت وقالت:
"لا أستطيع، يجب عليكِ أخذ الدواء."إنها مزعجة. لن تتركني حتى آخذه.
تنهدتُ باستسلام.
اتسعت ابتسامتها وفتحت باب غرفتي. جلستُ على السرير أراقبها.
فتحت أحد الأدراج وأخرجت شريط الحبوب وكأس ماء.
وضعت اللوحة ودفتري على السرير، وأخذت الكأس منها. وضعت الحبة في يدي وابتلعتها مع الماء.
أعطيتها الكأس. وضعته على الطاولة وجلست بجانبي، وقالت:
"ما رأيكِ أن نخرج قليلًا؟ البقاء في نفس المكان طوال الوقت ممل، أليس كذلك؟"ربما هي محقة. وأنا غاضبة من ليو، لم يأتِ لرؤيتي.
نهضتُ، قلّبت أوراق دفتري، ثم رفعت واحدة: "حسنًا، لنخرج معًا."صفّقت بيديها وقالت بابتسامة منتصرة:
"عظيم! سنستمتع!"لكن... لماذا شعرت بعدم الراحة؟
نهضت، وأمسكت كفّي وسحبتني خارج الغرفة.
نزلت السلالم بسرعة، وأنا أُحاول مجاراتها.خرجنا نحو البوابة... لكن الغريب أنه لم يكن هناك أحد!
أين الحراس؟
ورئيس الحرس؟ صحيح... خرج مع أخي.
كان لطيفًا دائمًا معي.توقفتُ وسحبت يدي.
رفعت كراستي وكتبت: "أين الحراس؟"همهمت، وأمسكت يدي بقوة، وقالت:
"لا تقلقي، إنهم فقط نائمون... الآن لنخرج."نائمون؟ مستحيل...
لو علم ليو، لطردهم جميعًا!
هززت رأسي نفيًا، وقلّبت أوراق دفتري: "غيرت رأيي، لم أعد أرغب بالخروج."لكنها سحبتني بعنف نحو الخارج.
حاولتُ الإفلات، لكن رؤيتي بدأت تَضبب...
الدواء مجددًا... لكن هذه المرة أقوى.
ضعفٌ شديد، عجزٌ عن فتح عينيّ، وبدأ الوعي يتلاشى...سمعت خطوات قريبة، ثم يدان ضخمتان حملتاني، وصوت غليظ يقول:
"سيدي، لقد حصلنا على الهدف. وكما أمرت، جميع الخدم والحراس في نوم عميق، وتم إيقاف الكاميرات والمستشعرات بالقصر."دمعة انزلقت من عيني.
ليو... أخي... أنقذني... أحتاجك...
غرقت في الظلام.⸻
ليونيل***
أوقفتُ السيارة أمام المقر، وترجلت منها، وتبعتني فيوليت.
اقتربت منها وقلت:
"ستبقين هنا، وتنتظرين عودتي."عبست وقالت:
"لماذا؟ يجب أن أعود للفندق، حقيبتي وجواز سفري هناك، وهناك شيء مهم جدًا يخصني."ناديت اسمها بهدوء، ومددت يدي نحو وجهها، ولمست وجنتيها.
"فيوليت، فقط ابقي هنا. لا وقت للشرح الآن. عندما أعود، سأخبرك بكل شيء."أومأت لي، فأمسكت كفّها وسحبتها خلفي.
دخلنا، وجاء رئيس الحرس جاك. نظرت إليه وقلت بتحذير:
"ستبقى معها. أي شخص فضولي يحاول معرفة من هي، تصرّف معه."أومأ باحترام:
"كما تأمر، سيدي."تركتها، وسرت مبتعدًا.
ركبت سيارتي، والحراس جاهزون.من الجيد أنني وضعت جهاز تعقّب في قلادتها.
انطلقت بسرعة، متفاديًا السيارات.
الوجهة بعيدة عن المدينة... منطقة مهجورة.توقفت سيارات الحراس بعيدًا قليلًا عن الهدف لتجنّب لفت الانتباه.
ترجلت، أخرجت سلاحي، وأمرت:
"مجموعة تحيط بالمكان، والبقية معي."رأيت المبنى المتداعي، ثلاث حراس على الباب، قناصة على السطح.
تحرّكنا بصمت بين الأشجار، أسلحتنا مزودة بكواتم صوت.
أشرت لهم، وأطلقت النار.رصاصة في الرأس، الثانية اخترقت الكتف.
سقط الأول، والآخر قبله بلحظة.أحد رجالي أنهى الثالث.
دخلنا المبنى.
لم يتوقعونا.
رجال يهاجمون، تبادل إطلاق النار، بعض رجالي أُصيبوا، لكنهم واصلوا...دُربوا ألا يتوقفوا.
خرجتُ من خلف جدار، الجميع مصاب، لكن لم أقتلهم.
أصبتهم في السيقان والكتف فقط.تجاوزتهم، فتحت الباب بحذر...
وهناك...
فراشتي الصغيرة مربوطة على الكرسي، رأسها متدلٍ.ركضت نحوها، قلبي يكاد يتوقف.
فككت الحبال، حملتها بين ذراعي.أمرت أحد الرجال:
"فجّر المكان."رد:
"أمرك، زعيم."خرجت نحو السيارة و رجل آخر جاء يقول:
"الزّعيم لم يكن هنا."ابتسمت... ابتسامة وحش.
سأمزقه... سأستمتع بصرخاته.نظرت له، عيناي أصبحت قاتمة... ابتعد الرجل عن طريقي.
فتحت الباب، وضعتها، وانطلقت بالسيارة.
سآخذ فيوليت، ثم أصفّي ذلك الحقير...أعطيته فرصة... فظن نفسه ذكيًا...
سأجعله يندم أنه وُلد

YOU ARE READING
عَرُوس الرَئيس
Fanfiction(الجزء الأول) عازفة البيانو ذات العيون الذهبية ورئيس مافيا ملقب بالخطر هما التناقض بحد ذاته هي نقية وهو ملوث " أنت شخص غامض وانا لا أحب الغموض ، من تكون لماذا ظهرت إلي أخبرني من أنت ؟ " تقدم بعض خطوات ثم انحناء قليلًا لتلتقي نظراتنا وأردف متمتماً...