.دائره من شموع.

2K 148 128
                                    

السَهم الذِي إنغرس في إحشاء العصفور
كان غُصناً يُغني عليه يوماً ما.
..
.
.
.
.
اسبوع ..

اسبوعين ..

شهر ...

ثلاث شهور ...

سته شهور....

سابع شهر ....!

للآن مافيه خبر عن راشد .

للآن غايب عن المدرسه كل ذي المده

كل الشله تتصل يوميًا على جواله بس دايما مقفل

خالد صار فاقد للأمل وصار يوم يغيب ويوم يداوم صار دايما يقعد بالغرفه مايطلع منها
دايما يبكي على فراش راشد
دايما يلوم نفسه -لو مانمت هذيك الليله كان راشد معي الحين -
دايما صار يتخيله بجنبه على السرير
دايما يتخيله قاعد بجنبه بالكرسي في الفصل
دايما يساعده لما يطيح بمصايب
دايما يعطيه على جوه
كل يوم يفتح دولابه ياخذ ملابسه يستنشق ريحتها

دمعت عيونه للمره المليون وهو يتخيل وجه راشد وهو يضحك
دفن وجهه بالمخده وقعد يصارخ
.
.
.
تنهدو العيال وهم يسمعو صراخ خالد من برا الغرفه
ولا واحد تكلم وولا واحد نطق حرف وولا واحد متجرأ انه يتكلم اصلا
كلهم نفس خالد نفس احساسه خاصتاً مساعد وفراس
ضمو بعض وهم يدعون بداخلهم انه صاحبهم بخير ويرجع لهم بالسلامه حتى لو بعد اعوام ...
.
.
جراح ..
حالته ماتخف عن الباقي
صار دايما يروح ركض للفصل يمكن يلقى راشد بالصدفه جالس طبيعي على كرسيه
بس تميل كتوفه لتحت لما يشوف كرسيه فاضي ويرجع مجروح لفصله
.
مالك ..
صار هادي وبارد وعاقل حتى لما يقابل جراح معد يتهاوش معه ولايعطون بعض وجه دايما يروح يدق على باب الشقه على امل راشد يفتح له الباب بس محد يفتح اصلا
صار عنده أرق مفاجئ طلعت له هالات تحت عيونه خربت وجهه الوسيم زي ماتقول امه .
.
.
بندر ..!

من بعد ماغاب راشد وهو رجع لمدرسته وما يدري عن السالفه ودايما يرسل لها بس ماترد فقال انها مشغوله بالدراسه أو شي وتجاهل الموضوع وهو مخطط يقابلها بعد الاختبارات ..
.
.
مشاعل ..امل

صارو دايما يتقابلون ويدقون على جوال جود اللي يعطيهم نفس الاجابه
صارو يصلون مع بعض ويدعون انها ترجع ومشاعل تبدأ نومة بكائها اللي ماتخلص الا اليوم الثاني
اما أمل تسلك لنفسها وتقول انه يمكن سافرت ولا شي وتدعي انه مو اللي في بالها
.
.
ودياان ...

وديان سائت حالتها وتفاقم السرطان وشعرها طاح ووجهها ذبل وصارت طول الوقت منسدحه على السرير وماتقدر تتحرك
كان املها الوحيد انه راشد يجي يصير محبوبها ليوم واحد بس
كانت متوقعه نهايه ثانيه مو ذي النهايه المثيره للشفقه .
.
.
.
.
.
.
ً
في غرفه قديمه ريحتها ريحة جثه متحلله من سنين .

طول هالمده وهي معلقه من يدها اللي صارت ماعاد تحس فيها
ورجولها اللي صارت موڤيه من السلاسل المربوطه فيها
اختلط دمها بالحديد والسلاسل وكونت ريحه صدئ مقززه
وجهها صار ملون من كثر الكدمات وعينها ملاك وخرت العدسات عنها عشان يمديها تستهزء على راحتها
شفايفها الورديه اللي دايما تعتني فيها وتدلعها بالمرطبات صارت مقشره ومقطعه ولونها صاير ابيض مرمد من الحواف
يدها اليمين لازالت على نفس حالتها من هذاك اليوم
اصبعها الابهام مو موجود
ملابسها مقطعه ومن هذاك اليوم ماقد غيرتها
شعرها صار طويل وأشعث ومغطي على وجهها الذابل

~"مقيده بين الذكور!"~ (قيد التعديل)Where stories live. Discover now