قطرات المطر خفيفة ، والصمت بهم ، إللقاء غريب ومشاعر كثيرة خالجتهما ، هنا هو هنا بجانبها ومالها تصمت ، مالها لم تقدر على رفع نظرها والنظر له
انه صامت يراقب القبر ويراقب من قلب اذاه ودفن تحت التراب ، من ماثي قسى عليه وهو فقط من أراده وأراد الخير له ، اهذا اللقاء وشجرة الكرز ربيعا؟ أهذا الحضن ؟واهذه النهاية التي كَتب؟
' آهٍ و كم شاق ، وكم عاق انت '
صوته مجددا دب الكثير بها ، شعور يغلي داخلها فيبرد و يهمد صائبا فصامتا ولا يأبى النظر ' ما لك تصمتين ؟'
' لا...أصدق.. انا.. '
غصة و بحة في صوتها تهدر قدراتها طويلا لعلها تكون هادئة لعلها، ولكن هيهات فأنها تشعر بالهزيمة ،و في عقيب هوى الصمت تعود ، اما هو مازال بعيدا وهي بعيدة ، نايان بقى يراقب صامتا لا يريد ازعاجهما
جلس والركب على التراب فالعشب وقشعريرة سرت في أنحاء جسده ويلامس التراب وهي تراقب ، تراقب الرعشة والدمعة وبحة الشيخوخة تقول ' غلطة فغلطة اخسرتني العمر طويلا ، ووصل أجيال بعاد ، اعلم ما تفكرين وما تريدين السؤال ، اعلم يا صغيرة انك لا تصدقين وانك لا تؤمنين بي ، لكن لا ذنب لي انا..'
' اصمت واللعنة عليك !!'
ارتد جسده خلفا يناظر تحجر الدموع في عينيها وصراخها الذي لا يتوقف عن لومه
' اتعلم كم تعذب؟ اتعلم كم من السنين رأيته صامت وشارد و حين اسأله كان يكتفي باللا شيء ؟ اتعلم كم اشتاق وكم تعب؟ ارهقه البعد وارهقه وهم لقياك ، أرهق هو أرهق، واتقول لا ذنب عليك ؟ اللعنة عليك ، لعنة السموات ولعنة الآمين عليك ، لا سامحك الرب وإذ مات هو فلم يمت الا من حسرة قلبه ومن قهر بسببك كان '
' مولي اهد...'
' دعها نايان تقول ما تريد ، دعها
تفرغ ما بها ، فلديها كامل الحق '
عاد يرتد الخلف بعد ان هرع يمسك بها تفقد السيطرة على نفسها وهستيرية صرخت ، تصرخ عليه ولا تكف انها لا تكف عن قول مالا تريد ، هي أكثر من تعرف ما جرى له وما شعر به ولكن جرحها جديد ، واموته كان سهلا؟
' كيف لماء وجهك ان يخولك انك بريء ؟ وماذا عن كل روح قتلت ؟ ماذا عن موت جيمين؟ وماذا عن..'
صمتت تبلع غصتها وتمسح دمعها بخشونة ' ماذا
عنه ؟'
' وعنها...'
' والله انها لمذنبة كمثلك ، مالها لتحب مالها لتخون أكان سهلا على عفتها ان تسمح لقلبها العفن ان يحب غيره ؟ كيف شعرت وهي خانت وهي كانت تظلمه؟ ماذا شعرت وهي هجرته لأجلك؟!!!'
' ولكني رميت بها حين عرفت.. لا تجعلين ما قسى قلبه علي يقسي قلبك علي ، مول..'
' لا تلفظ اسمي حتى' صوتها ضعيف نبرتها لينة وتبكي ، تشعر بحرقة قلبها وبيديها ترتجف وبالبرد يلسع سخونة
جسدها ،اقترب قليلا وامسك كفيها يضمهما له، فتشد عليهما وهو لم يتردد بدفنها بحضنه الدافي
الصمت يعود وبكائها صاخب حتى هدئ وهو لازال قويا لازال كما يريد ولكن مافي دواخله هش ويملئه الضعف ، انه ضعيف و في الالم لا ينفك ، يديه تربت عليها ويطلق صوت ليهدأها فيرى ابنه من بعيد و قلبه ارتعد
فقيده ، وابنه وفلذة كبده التي تخلت عنه ايضا هنا ، انه يقف ويناظر ابنته التي تبكي في أحضان جدها ، واجل مولي حفيدة تاي هونغ ، وانه من فقد ابنه الذي تحيز ايضا لجونغ كوك يختلق كذبات كبيرة وعدة ليبقى معه ،ليبقى بقربه ويشبع قلبه من كان بنظره على حق وان المذنب الوحيد هو والده الذي لم يتردد في التبري منه ، مؤلم ما فعله و تاي هونغ الآن يتألم وجسده يغلي
شعرت فيه هامد وتبتعد فتناظر اللين الذي في سوداه تناظر والدها وهي عقدة الحاجب تبتعد وتقف تنفض من ثيابها حين من ثائر يقترب منهم والهرع والغضب فيه
' مولي مالذي تفعلينه مع هذا ؟'
' ابي انه ف..'
' عمي انه تاي..'
' اللعنة انا اعرف من هو ، من سمح لكما بمقابلته، اتريدني نايان بأخبار والدك ليعاقبك ؟
الا تعرف اننا متبرين عنه كما فعل ماثيولاريت '
انه جامد انه يشعر بالكسر يشعر بخاطره الذي يأذى وبقلبه الذي يحطم ، انه يضعف أكثر انه لا يحتمل ما يحدث و مال كل هذا يحدث معه؟
' عمي جدي لم يفعل هذا ، هو سامحه وتمنى مقابلته بشدة ، تمنى الغفران منه وتمنى ...'
' اخرس يا ولد!!'
' ابي اهدئ ارجوك '
' أمامي المنزل حالا!!!' صرخ بها يسحبها ويذهب بها ، اما عن العجوز انحنى ظهره وبح صوته يجحش بكائا ونايان يقف ولا يعرف ما يجدر به فعله لتخفيف عنه ، كل ما يجري ثقيل وظلم بحقه
' اس..' حاول الاقتراب منه لكنه منعه بيده ولململ شتات نفسه فيذهب في الخيبات وحيدا بعد ان القى نظرة على من تحت التراب وكم تمنى ان يكون مكانه
.
.
.
يتبع...
YOU ARE READING
B U N ⁿ Y ᵗᵏ ✔︎
Mystery / Thriller' حين تجد جوابا للما، سيكون قد فات الأوان ' عندما قتلتُ امه ، وتخلا عني... الرواية تدور احداثها حول حفيدة الفنان الفرنسي البرت ماثيولاريت الفضولية حول الباني ومن هو، اذ تجد كتاب في مكتبة جدها ' باني كيم ' و الذي يتحدث عن قصة حياة الباني واخاه جونغ...
