الفصل الثاني
دخلت إحدى العاملات فجأه لـ تخبرها بـ آمر هام لترى " حليمه " مُّدّه على الأريكة خالعه طرف ساقها الإصطناعي فـ تنحننت الفتاة لـ تقول بـ أدب و إحراج:-
_حليمةأجابتها و هيا تنظر في السقف بـ إنهاك و تعب:-
_أيوة يا ناديةتشعر بالحرج و الآسف على حال مديرتها برغم أنها تعرف أن " حليمه " فقدت ساقها اليسرى و أنها إصطناعيه و برعتها في السير بها دون أن يلحظ أحد أنه طرف إصطناعي ألا أنها تشعر بالحزن ليس إشفاقًا و إنما حزنًا على مديرتها الطيبة الحليمه المعطائه:-
_في زبون برا عايزكحاولت أن تعتدل في جلستها فـ تقول بـ إبتسامة شاحبة رقيقة بـ عينين تستفيض بـ تعب و كأنها عجوز هرمت من الحزن ما يجعلها مطفئه منتظرة الموت:-
_٥ دقايق و دخليهأومات رأسها بـ إيجاب و أغلقت الباب ورائها و أرتدت " حليمه " ساقها الإصطناعيه بـ روحًا عاجزة هشه و تأكدت من وشاحها محكوم لـ تـتمرد كومة قليلة من شعرها الأسود الناعم الطويل فـ تخبئها داخل وشاحها و تجلس على المكتب و ترسم إبتسامة بسيطة يائسه فـ يدخل العميل و ورائه " نادية " تحمل قدحين من القهوة و حلوى يتميز المقهى بـ صنعها
حليمه بـ هدوء و رسمية:-
_أهلًا و سهلًا بـ حضرتكبدى السرور على وجهه لـ يقول بـ بشاشه:-
_إزيك يا أستاذة حليمهجلسوا الإثنين و رحلت " نادية " بعد أن وضعت الحلوى و القهوة فـ تنصرف بـ هدوء:-
_الحمدلله بخيرأعتلى العميل الجد قليلًا:-
_ أنا سالم فتحي كُنت جاي أعرض على حضرتك عرضين .. وياريت متكسفنيشإستحودت عليها الجديه و العملية في نبرتها فـ تقول بـ تركيز:-
_كُلي أذن صاغيهالعميل بـ جرائه و ثقة:-
_ عايز أشاركك في الكافيه .. و التاني إن بطلب إيدك يا أستاذة حليمهتفاجئت حليمه من جرائه الرجل التي حتى لا تعرف سوى اسمه .. فـ تنظر له بـ صمت وهو على وجهه نظرة ثقة و كبرياء ليس غرورًا بل ثقة رجل أنه لا يقال له لا فـ تبدأ " حليمه " بالسيطره على نفسها و تأخذ رشفه سريعه من قهوتها الباردة كما تحبها لـ تنظر له بـ هدوء بعينيها الناعسه الواسعة ليظهر لونها الأخضر كـ حديقه مغلقه مهمله منذ سنين ولم ترى شمسًا ولا إهتمامات فـ تذبل و فجأه يقتحم إحدًا عزلتها على حين غره و يهدم العزل فجأه .. فـ هذا أول عرض زواج يعرض امامها بهذة السرعه و الثقة لـ تجعل روحها الصلبه الهشه ترتبك !!
في منزل يعقوب المهدي
كان يجلس أمام حاسوبه لـ يقطع صوت الموسيقى الصاخبه حوله طرقات الباب .. فـ يهم بالوقوف بـ كسل قليلًا شاعرًا بـ ألم في فقرات ظهره فـ هو يجلس على تلك الوضعيه منذ ساعات لا يشعر بها لـ يفتح الباب فـ يرى ابنة عمه الوحيدة تقف أمامه بـ عيون حمرا من دموعًا لم تقف و ملابسه غير مرتبه على عكس طبيعتها فـ يسألها بـ قلق و خوف:-
_مالك يا " هنادي " ؟!