الفصل السابعرحل " مدحت " .. و يمسك " يعقوب " الورق و يبدأ بقراءة اسمها بصوتًا عالي نسبيًا و عند نقطة معينة ينظر لها بصدمة قائلًا:-
_حليمة صابر .. أرملة !!و أكمل قراءة الورق و أنها فقدة أولادها الإثنين في حادث مر عليه سنوات ليست كثيرة .. و في هذا الحادث فقدت ساقها بسبب انها كانت مصابه بشدة فأضطر الإطباء لبترها ..و يوجد مع الملف صورًا ف أمسكها بيده يتأمل صورتها مع زوجها و أولادها .. تختلف كثيرًا عن حليمة الأن .. فقدت كانت إبتسامتها مشرقة هادئة مثلها و لكن ليست باهته تشبه أمس .. أما ابنها الذي يشبها بعينيه الخضراء الصافية و ضحكته البريئة .. لينقل عينيه على زوجها .. كان وسيمًا بحق بلحيته القصيرة و ملامحه الحادة خاصة نظرة عينيه .. تشبه الصقر في حدتها و قسوتها برغم من الإبتسامة الصغيرة المرسومة على وجهه !!
يجلس أمام " حاسوبه " يتصفح صفحتها على مواقع التواصل الإجتماعي .. و وصل لمنشورات منذ سنوات .. فهيا مشاركتها قليلة .. يغلب عليها الطابع الديني كشخصيتها .. هادئة .. حتى عدد الأصدقاء لا يتعدى ال 200 صديق .. ليظهر أمامه صفحة صديقتها " ثرية " .. و كانت مختلفة تمأمًا عنها .. فصفحتها صاخبه جدًا تشبه " هنادي " .. متنوعة بين منشورات كوميدية و ديني و أسفاف .. ما هذا !! .. لا يبدي على الصفحة أن صاحبتها متزوجة و عندها ابن .. أختار خانة الصور ليستمر بالبحث .. لا يعرف دوافعه !! .. لديه فضول موحش أن يعرف عنها أكثر ... في أول معرفته بالساق المبتورة شعر بالأسف و الشفقة ناحيتها .. و لكن الآن عكس ذاك !! .. يشعر أنها مميزة .. قوية كما وصفها " حمزة " .. فواحدة غيرها كانت دخلت في عزلة قد تؤدي بها إلى إنتحار أو أي مرض نفسي عويص .. و لكنها لم تفعل !! باشرت حياتها بعد خضوعها للعلاج النفسي و الطبيعي .. راضية بما كتبه الله لها !!
في المقهى
تقف " حليمة " أمام بعض العمال تعطيهم بعض الأوامر بنبرة آمرة و لكنها ليست شديدة .. بها رفق و لين لتقول:-
_عايزة خلال يومين يكون خلصان يا عم " سامر "يومئ عم " سامر " رأسها إيجابًا و يقول بطاعة:-
_آمرك يا ست " حليمة "و تحرك من امامها لتقترب منها " ثرية " ضاحكة وهيا تقول:-
_بلي شوفته قدامي دا ست ناظرة .. براحة يا حليمة على الراجلضحكت بغضب قائلة بغيظ لا يتلائم معاها:-
_إتاخروا أوي ... و الوفد قرب يجي .. و مبحبش الغلطاتلترد عليها بنبة جدية:-
_خلاص .. هو فاضل الجزء الخلفي من الكافيه .. هانت أهوتنهدت و هيا تقول:-
_بإذن اللهينظروا ناحية باب المقهى الذي دلف منه " يعقوب " حاملًا معه حقيبة حاسوبه .. و يخلع نظارة الشمس و يجلس على أقرب منضدة فتقول " حليمة " لثرية:-
_روحي شوفي طلبه ... و خدي بالك المرة دي
![](https://img.wattpad.com/cover/317873042-288-k127393.jpg)