(ما قبل الأخير) 9

14 0 0
                                    

الفصل التاسع

أنتهت من عملها و أخذت أشيائها و رحلت هيا و " ثرية " لتوصلها لمنزلها .. و تصف سيارتها أمام العقار التي تسكن فيه .. و تفتح باب منزلها للتفاجئ بوجود أحد لم تتوقع ان ترأه هنا !!

رأتها والدتها لتقول بنبة محببة:-

_حمدلله على السلامة يا حليمو .. تعالي ياحبيبتي

لتقترب " حليمة " و تضع حقيبتها على المنضدة و تجلس بالكرسي المقابل له .. لترى تلك النظرة الواثقة .. المغرورة .. أما فمه يعتليه تلك البسمة الجذابة .. الرجولية تجعله وسيمًا بذاك الهيئة التي تشبه عارضي الأزياء العالمين .. فتقول بتلك بتوتر خفي:-

_هو في حاجة ؟!

لتجيبها والدتها بإريحية:-

_يعقوب .. طالبك للجواز

ليقع الخبر عليها كالصاقعة .. مصدومة .. كيف !! يعقوب !! لتكمل والدتها و هيا تهم بالوقوف:-

_هسيبكم مع بعض شوية

و تغادر والدتها المكان و يتابعها " يعقوب " و بعدها ينظر لحليمة المستقبله للخبر بذاك السكوت .. ليخرجها من الصمت قائلًا:-

_مش عايزة تسأليني حاجة ؟!

رفعت عينيها لتنظر له .. تشعر بالخجل و الرجفة التي تسير في جسدها لتقول:-

_إشمعنا أنا ؟!

ليرجع بجسده للوراء قائلًا بنبرة واثقة بها لين وحنو ليست معتادة عليه:-

_و ليه مش إنتِ ؟!

لتبتسم بحزنًا و سخرية قائله:-

_الإعاقة إلي عندي مثلًا !!

ليتجاهل سخريتها ليقول:-

_إبتلاء بيحصلنا .. و مش منعاكي من ممارسة حياتك .. بالعكس شايف قدامي واحدة قوية .. صبورة .. هتكون أم كويسة و قبلها زوجة محترمة

كان سيكمل ولكنها قاطعته بتهكم:-

_رجلها مقطوعة

لينظر لها و بغضب دفين قائلًا:-

_يبقى العيب عندك .. أنا وضحتلك نظرتي ليكِ .. و نظرة كل واحد شايف " حليمة صابر " .. فنظرتك هيا إلي محتاجة تتغير .. و دا سبهولي بقى

لينهي كلامه غامزًا إيها بـ ثقة .. فتنظر له و الدهشة تعتليها .. أنه ينظر لها من هذه الزاوية .. لا يرى إعاقتها نقصًا .. يرأها نقطة قوة و ميزة !!

ليهم بالوقوف قائلًا:-

_هنتظر ردك إن شاءالله .. عن إذنك .. لازم أمشي

ليعتذر من والدتها و يرحل !

أما " حليمة " جالسة مكانها تتأمل الفراغ صامته لتفيقها والدتها و هيا تطبطب على جسدها قائله بصوتها الدافئ الملئ بالإطمئنان:-

زلة قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن