الاخير

16 1 0
                                    

الفصل العاشر

ليتابعوا المسابقة ثانية الذين تجهلوها وسط حديثهم القليل .. فيلاحظوا وقفوا الجميع فيقفوا معهم ليتفاجئوا بالجماهير الواقفة سريعًا يصفقوا بحرارة .. فينظروا لـ"هنادي " الواقفة و على وجهها علامات السعادة .. فأخيرًا إنتصرت .. فصفقوا هما أيضًا .. لتقول " ثرية " بصوت عالي و هيا تمسك بيد صديقتها قائلة:-

_يالا نروحلها

لينزلوا درجات السلم وسط حشد من الناس فتحاول حليمة أبعادهم بيدها حتى لا يلمسها أحد .. ليقفوا بالقرب من غرفة تبديل الملابس .. منتظرين " هنادي " التي تعانق صديقاتها مهنئين أياها على المكسب .. و تركتهم لـتنظر لـ"يعقوب " و ترقرقت عينيها بالدموع و تعانقه فيحاوطها بأذرعه القوية لتشبه الهرة الصغيرة بجسده العريض و تظهر بسمة لم ترأها من قبل .. بسمة حنو و ود و فخر !!

أقتربت منها " حليمة " و لم تبالي بجسد "هنادي " المبلل من أثر المياة و تعانقها لتقول بنبرة متأثرة على وشك البكاء فرحًا فهيا تشعر دائمًا أن " هنادي " ابنتها و ليست صديقتها .. برعم فرق السن الذي ليس بكبير .. و لكن بروح " هنادي " البريئة النقية .. تذكرها دائمًا بالأطفال في طيبتهم و تلقائيتهم .. لذلك أصبحوا صديقات .. برغم من إنطوائية " هنادي " و "حليمة " التي لا تحبذ أن تكبر دائرة الأصدقاء:-

_ألف مبروك ياحبيبتي .. عقبال بطولة العالم

شددت " هنادي" على العناق لتقول بنبرة باكية لم تستطع السيطرة عليها:-

_الله يبارك فيكِ يا حليمو

لتتركها .. و تعانق " ثرية " الوحيدة التي لم تبكِ .. و لكن الفرحة بادية على وجهها !!

يقف " يعقوب " بالقرب منهم .. يراقب " حليمة " يشعر بفرحتها لابنة عمه و أخته .. سعيدًا .. مندهش قليلًا من نفسه .. متى تعلق بها ... و لماذا هيا !! .. أهي بشخصيتها الفريدة أم لقوتها في تجاوز ما حدث لها .. طامعًأ في ذاك الجمال ... يشعر بالفضول الشديد معرفة شكلها بدون هذه الملابس الفضفضاضه .. و وشاحها العريض مهلًأ .. ما الذي يظهر هذا .. جزء قليل من شعرها الأسود أفلتت من تحت وشاحها ولأول مرة .. فيشعر بالضيق الشديد .. أو غيرة .. و ينظر حوله ليتأكد من عدم وجود رجال في المكان .. فيقترب بخطوات سريعة ولكنها رزينة ليقول بنبرة حزم منبهًا إياها:-

_حليمة .. شعرك باين

شعرت بالخجل و التوتر .. فمنذ أن رأته وهو صامت ... ترى نظراته المراقبه إياها و لكنها تجاهلتها ... و بسرعة ذهبت لأقرب مرحاض لتنظر في المرآة و ترى ذلك الخصلات اللعينة ..كانت قليلة جدًا و لكنها ظهرت لتبين شعرها الأسود الناعم التي طالما خبئته تحت حجابها .. و بسرعة خلعت الوشاح .. لتشده على وجهها حتى لا ينزلق للوراء مرة أخرى فهيا تشعر بالضيق .. فاليوم الذي يتمرد حجابها يكون أمامه .. ألا يكفِ ذلك الرجفة و الإرتباك أمامه .. فتضعها في ذاك الموقف المحرج .. و نبرته الأمرة و نظراته الغاضبة التي رأتها في عينيها ... فأصبحت لون عينيه البني كـ"كنة " القهوة المشتعلة و "فارت " القهوة .. حسنًا " حليمة " أوقفي هذه الأفكار اللعينة و أخرجي بخطواتك الواثقة غير عابئه بما حدث .. و أخبريه عن رأيك.

زلة قلبМесто, где живут истории. Откройте их для себя