1

128 5 12
                                    

الفصل الأول

مرت بأملها الرقيقة على ساقها اليمنى برقة و نظرت لساقها اليسرى بـ عيون حزينة و شبه إبتسامة حسرة و أمسكت بحقيبتها و غادرت الغُرفة و رسمت إبتسامة زائفة على وجهها القمحي الصغير بالنمش المنتشر على خديها و أنفها الصغير الرقيق و رأت والدتها تمر من أمامها قائلة:-
_صباح الخير يا حليمة

حليمة بالإبتسامة الزائفة اتخبئ به حزنها و حسرتها التي أصبحت ملازمة لها منذ سنوات كثيره:-
_صباح النور يا ماما

الأم بـ حنو:-
_هتفطري ياحبيبتي قبل ما تروحي الكافيه ؟!

حليمة:-
_لا يا ماما .. هفطر هناك عشان منتظره عملاء مهمين فعايزة أضبط الكافيه قبل مايجو

الأم:-
_ماشي يا حليمو ... خدي بالك من نفسك

أقتربت منها " حليمة " و قبلت يدها كما أعتادت منذ صغرها:-
_حاضر

الأم و رطبت على رأس ابنتها الوحيدة بـ حنو و رقة:-
_لا إله الا الله

حليمة:-
_محمد رسول الله

و غادرت المنزل فـ رددت والدتها:-
_ربنا يزيح عنك الحزن يا " حليمة " و يطمن قلبك يا بنتي

و توجهت للمطبخ لتبدأ مهامها المعتادة...!!

أستقلت " حليمة " سيارة والدها التي ورثتها عنه .. فقد كانت سيارة سوداء متوسطة الحجم من طراز قديم قليلًا و لكنها غالية الثمن و ماركة مشهورة و أشغلت الراديو على قناة القرآن تردد سورة " البقرة " المقربة لقلبها و رفيقتها منذ بداية سنوات حزنها و إنكسار والديها ... و أخيرًا وصلت لـ " الكافية " و نظرت للإعلى حيث يحتوى على لافته كبيرة بـ" حليمة " هكذا سمى والدها عندما ولدت بعد سنوات من العناء حتى ينجبوها ... و رأت أن الإضاءه قد تجددت و أن العمال بدأوا في العمل فـ أبتسمت برضا و دخلت !!

رأت عاملة تقف فـ قالت لها بـ أدب و رقة كعادتها:-
_صباح الخير يا ثُرية

ثُرية:-
_صباح النور على البنور يا حليمو

حليمة:-
_عايزة نادية تجبلي الفطار على المكتب .. و ياريت متزودش السكر في عصير الفروله

ثرية بـ ود و إبتسامة لطيفة:-
_من عيوني يا حليمو

حليمة:-
_تسلميلي عيونك يا ثرية

و دخلت مكتبها لتجلس على الكرسي و تبدأ بتحضير الأوراق استعدادًا للعملاء !!

في شقة كبيرة في حيًا راقي وقف " يعقوب " في المطبخ يبدأ في تجهيز وجبة الأفطار لينهي البيض و يضع الفول في الطبق و يأكل ببطء إستمتاعًا بمذاق الطعم في فمه غير باليًا أن المقابلة باقي أقل مو نصف ساعة و هو حتى لم يرتدي ملابسه .. ينهي طعامه و يتوجه لغرفته يرتدي ملابسه الكلاكسيه الأنيقة النظيفه و الثمينة و ينظر لنفسه بـ ثقة بها بعض الغرور و أخذ أشيائه و غادر المنزل و هو يردد كلمات الأغنية المفضله له !!

زلة قلبOnde histórias criam vida. Descubra agora