" الـبـارت الأَوَل "

130 15 96
                                    

- هيَ ...
بَدَأَت ظُلمَةُ اللَيلِ بِالتَبَدُدِ بِالفِعل وَ عَينايَ لَم يَرِفَ لَها جِفنٌ حَتى ..
لا تَمنَحُني الإِذنَ بِالراحة بِأَجفانِها التي تَأبى الاِنغِلاقَ مِثلَ كُلِ لَيلة ..

أَوَدُ أَن أَسأَلَها ، لِماذا تَتمسَكينَ بِالواقِع بِرُغمِ بَشاعَة ما تَرَينَهُ؟ ..
تَنهالُ تِلكَ القَطَراتُ مِنكِ بِكِثرَةٍ مؤذية حَتى أَشعُر بِكِ تَكادينَ تَخرُجينَ مَعَها مِن شِدةِ الأَلَم..

رَجفَةٌ قَوية بِشَكلٍ مَجنون تُسَيطِرُ عَلى جَسَدي بِالكامِل..
حَلقي يَئِنُ مُتَاَلِماً مِن شَهقاتي المَحبوسةِ بِداخِلِه
أَما قَلبي؟ يَنهَشهُ أَلَمٌ يَكادُ لا يَحتَمِلهُ بَشرٌ قَد خُلِق عَلى هذهِ الأَرض مَعي .. مُختلَ النَبَضاتِ يوشِكُ عَلى التَوَقُفِ بِتَعَبٍ في أَي لَحظة ..

كُلَ يَوم ..
كُل لَيلَة ..
بِغَضِ النَظَرِ عَن ما حَدثَ في يَومي إِن كانَ جَيد أَم سَيء ،
أَنا عَلى هذِهِ الحال ..

مُتَجَرِدَةً مِن قوَتي التي باتَت تُثقِلُ كاهِلي
وَ مِن تَمثيليَ المُستَمِر
وَ الكِذبات التي أَتلوها بِإِستِمرارٍ بِخصوصِ هذا الأَمر ..

أَكثَرُ ما يُشعِرُني بِالحَرقة ، هوَ أَنَني بِهذِه الحالة مِن شُهورٍ وَ لِنَفسِ السَبَب..
لِماذا؟
أَلَم يَحِن وَقتُ التَخطي؟
أَلا يَكفي ما قاسَيتُه؟

لَقَد تَعِبت
بِحَق تَعِبت ..

كانَ هذا آخِرَ ما خَرجَ مِن بَينِ شَفَتاي التي تَرَطبَت بِدموعيَ المالِحة ،

وَ لَم أَشعُر بِنَفسي إِلا وَ أَنا غارِقَةٌ في النَوم بَعدَها .

.....

وَجَدتُ نَفسي فَجأَةً في مَكانٍ مُظلِم جِداً أَكادُ أَرى نَفسي بِه ، حَولي العَديدُ مِنَ البَشَر لكِنَ وجوهَهُم مُبهَمة وَ غَيرَ واضِحة مِنَ الظَلام

كانَت قَدَمايَ تَخطو عَلى الأَرضِ تَشقُ طَريقَها بِمُفرَدِها خارِجَةً عَن سَيطَرَتي حَتى تَوَقَفتُ في المُنتَصَف

ظَهرَ ضَوءٌ مِنَ العَدَم كانَ يَتَوَسَطهُ شَخص لَم أَتَعَرَف عَلَيه .. وَقفَ أَمامي لِيَتوَسَع مَجالُ الضَوء وَ أَصبحَتُ أَرى نَفسي وَ أَراهُ فَقَط

كانَ بِبَدلة رَسمية سَوداء مُرتَدياً قِناعاً عَلى عَيناه أَسوَدَ اللَون
بَينَما أَنا كُنتُ أَرتَدي فُستاناً أَبيضاً بَسيطَ التَصميم طَويل وَ يُظهِرُ الأَكتاف وَ شَعري مَرفوع بِشَكلِ كَعكة

لكِنَني لَم أَهتَم لِأَي شَيء عَداهُ هوَ ..

إِقتربَ مِني وَ أَنا لا أَستَطيعُ رَفع عَينايَ عَنه ، لَم أَشعُر بِه وَ هوَ يَأخذُ يَدي بَينَ أَنامِله إِلا عِندَما أَخفضَ نَفسَهُ وَ طَبَعَت شِفاهُه قُبلةً عَلى يَدي جاعِلةً مِني أَقشَعِرُ بِالكامِل وَ أُغمِضُ عَينايَ لِثوانٍ

" Book or Coffee? "Where stories live. Discover now