" Book or Coffee? "

" الـبـارت الـثـامن "

هيَ...
لَم أَعلَم مالَذي يَجري ..
أَشعُر بِالبَرد يَنهَشُ بِكُل خَليةٍ مِنَ خَلايا جَسَدي ،
فارَقتُ جِفناي بِثقلٍ وَ أَخفَضتُ نَظري مُباشرةً كَردَةِ فِعلٍ أثرَ الضَوءِ الساطِعِ الذي داهمَ مُقلَتاي ما أَن شارَعتُ بِفَتحِهِما
إَتَضَحَت الرؤيا لديَ قَليلاً وَ أَول ما رَأَيتُه هوَ حِبالٌ بَيضاء تَلتَفُ حَولَ جَسَدي .. يَداي ، قَدَماي ، فَمي كُلها مُرَبَطةٌ بِإِحكام
كانَ التَنَفسُ صَعباً بِشِدة كَأَنَ أَحداً إِخترقَ صَدري وَ يَعتَصِرُ رِئَتايَ بيَده مانعاً إِياهُما مِنَ تَأديةِ عَمَلِهُما كَما يَجِب ..

لكِن لَم يَدُم الوَضع هذا كَثيراً حَتى وَجَدتُ نَفسي في مَكانٍ جَعَلني أَشكُ في كَوني مَيتة وَ أَنَني في الجَنة لِشِدةِ جَمالِه!
السَماءُ فَوقي تَنعَكِسُ عَلى المِياه تَحتي مِما يَجعَلُ الصورةَ تَبدو كَأَنَني أَتمَشى في السَماءِ حَرفياً ..

فَجأَةً داهَم أُذني صَوتٌ ذو بَحة قَوية وَ عُمق
مُزامَنةً مَعَ ضَوءٍ قَوي مَنعَ عَني الرؤية
" إِرتباطٌ في مستوى آخَر
   ذو مُسَمى فَريد
   وَ قِصَةٍ بِواقعٍ غَريب
   البِداية ( قَهوةٌ أَم كِتاب؟ )
   وَ النِهاية واضِحة لا تَغييرَ فيها
   لكِن طَريقُها بيَدِكُما
   خَلاصُكما يَكمُن فيكُما "

مالَذي .. ماذا؟!
لَم أَفهَم شَيئاً مِما قالَه وَ لَم أَستَطِع إِستيعابَ شَيء بِجانبِ إِختِفاءِ الصَوتُ وَ الضَوء مَعاً فَجأة
بَقيتُ أَلتَفِت حَتى رَأَيتُ شَقاً في إِحدى الغُيوم فَتعَجَبت
إِقتَرَبتُ بِخطواتٍ صَغيرة وَ مَهزوزة .. لَن أَكذِب أَنا مَرعوبَةٌ حالياً
نَظَرتُ بِداخلِ الشَق ما أَن وَقَفتُ أَمامَهُ لِأَتصَنَم
إِنَهُ هاريسون! وَهوَ يَنظرُ ناحيتي!

" هاريسون! "
..
" مالَذي يَحصُل؟ "
..
" هاريسون ما بِك لِما لا تُجيب؟!"
..
" هاريسون!! هاريسون؟؟!"

إِستَمَرَيتُ بِمُناداةِ إِسمِه لكِن لا يوجَد إِستِجابة مِنه .. فَقَط يُبَحلِقُ بي
لكِن مَلامِحَهُ كانَت مَرعوبة مِثلَ حالِ مَلامِحي
يا إِلـٰهي مالَذي يَحصُل أُِقسِمُ أَنَني لا أَفهَمُ شَيئاً

لَم أُكمِل ثانيةً أُخرى حَتى شَعَرتُ بِقَدَمي تُسحَب لِأَسقُط وَ أَصرُخ بِقوة بِداخلِ سَوادٍ كَبير لا أَعلَم ماذا أُسَميه

•••••

صَدري يَعلو وَ يَهبِط
جِسمي مُتَعرِق كَـمَن كانَ يَركضُ لِـساعاتٍ مُتواصِلة
لَم أَنهَض مَفزوعَةً مِنَ النَومِ هكذا مِن قَبل ..