" الـبـارت الـرابـع "

48 9 38
                                    

هيَ ..
مالَذي .. كَيف
إِنَهُ هوَ .. إِنَهُ أَمامي ..
مَجهولُ أَحلامي قابِعٌ أَمامي في هذِه اللَحظة !!

عَيناهُ العَسَلية مُركِزة بِبُنيَتايَ دونَ إِهتِزاز مِن خَلفِ عَدَساتِ نَظاراتِه الشَفافة بَينَما أَنا مُتَصَنِمة أَثرَ صَدمَتي ..
خُصلات شَعرِه السَوداء طَويلة قَليلاً حَتى رَقبَتِه مُصَفَفة بِشَكلٍ يَصعُب وَصفُ مَدى جَمالِه  .. بَشَرَتُه الحَليبية الصافية وَ تِلكَ الشامة الصَغيرة عِندَ عَينِه اليُسرى

إِنَهُ هوَ حَقاً ..
لكِن لِما أَنا مُتَصَنِمة؟ تَحَدَثي «هيذر» أَرجوك ..
لِساني إِنعَقَد غَير آبِه بِروحي التي جُنَت مَطالِبةً بِه ..
مُتَرَجيةً إِياي أَن أَتَحدَث ..
لكِن أَنا فَقَط أَقِفُ مُبَحلِقة في وَجهِه بِضَياعٍ تام في تَفاصيلِه غَيرُ مُستَوعِبة ..
هَل أَنا أَحلمُ مُجَدَداً يا إِلـٰهي؟

قَلبي نَبَضاتُه في تَسابُقٍ بَينَ بَعضَها مَن سَوفَ تَكون أَقوى .. قَلبي يَكادُ يَخرُج كاسِراً أَضلُعي مُنادياً عَلَيه بِـ
أَنت!
أَنتَ مؤنِسي..
أَنتَ مُنقِذي ..
أَنتَ أَماني ..
أَنتَ مَن أَنتظِرُه ..
إِنَهُ أَنت لا أَحدَ غَيرَك ..
ها أَنا وَفَيتُ بِوَعدي وَ إِنتَظَرتُك!
إِذاً لِما لا تَسحَبُني إِلى مَلجَئي الذي يَكمُن بَينَ أَذرُعِك ؟
لِما لا تَجعَلُني أُدفَن في داخِل أَضلعُك بَعيداً عَن هذا العالَم الذي أَنهكَ روحي؟
أَخبَرتَني أَن أَنتظِرَكَ وَ أَنا فَعَلت .. أَينَ جَزائي؟
أَنا بِحاجَتِكَ بِشِدة .. أَرجوك ..

أَفَقتُ مِن مَشاعِري عَلى صَوتِ «مارك» الذي صَرخَ أَثَراً لِتأَخُري في إِخبارِه عَن الطَلب

حاوَلتُ تَماسُكَ نَفسي .. أَنا أَبدو غَريبة أَمامَهُ الآن بِالتَأكيد لِذا كَرَرتُ سؤالي بِتَوَتُرٍ أُجاهِدُ لِإِخفاءِه
" كِتابٌ أَم قَهوة سَيدي؟ "

ما لاحَظتُه أَخيراً وَ أَثارَ إِستِغرابي .. أَنَهُ شارِدٌ بِدَورِه وَ لَم يَنطُق بِشَيء ..
فَزَعَ عِندَما تَحَدَثتُ كَـمَن سُكِبَ عَليهِ دَلو ماءٍ بارِد ليتَحَمحَم وَ يَتحَدَث بَعدَها بِهُدوء بَينَما أَنا هُنا أُحارِب لِأُرَكِزَ في طَلَبِه بَدلَ الذَوَبانِ بَينَ حِبالِ صَوتِه التي لا أَعلَمُ مِن أَي مادَةٍ نَفيسة نُسِجَت حَتى أَصبَحَت بِهذا الجَمال
إِنَهُ ذاتُ صَوتِه الذي تَحدثَ بِه مَعي في الحُلم ... يا إلـٰهي ..

" أُريدُ قَهوَةً بِحَليب بِكَمية مُعتَدِلة مِنَ السُكَر وَ مُزيَنة بِبَعضِ الفُستُق هَل يُمكِن؟ "
" نَعَم بِالطَبع حالاً! "

" Book or Coffee? "Where stories live. Discover now