" الـبـارت الـخـامـس "

46 9 57
                                    

هوَ ...
- اللَيلة الماضية -
ها أَنا ..
بُنيَتاي تَنظُرانِ لِلأَرضِ
بَينَما أَجلِسُ مُنَحنياً
أَسنِدُ مِرفَقايَ عَلى رُكبَتاي
وَ أَشبُك أَنامِلي بِبَعضِهِم أَمامَ جَبهَتي ..

مَرةً أُخرى أَكونُ مِحوَر كَلامٍ قَذِر وَ سُخريتِها مَعَ رَفيقاتِها ..
حَتى بَعدَ مُرورِ كُل هذِه المُدة ..
لا أَفهَم لِما يَستَمِرُ هذا الوَضع ..

هَل هذا مَرَض أَم هَوَس أَم ماذا؟
لا أَعلَم ماذا بِالتَحديد
لكِنَني أَعلَم أَنَهُ مُقرِف إِلى أَبعَدِ حَد!!

وَ لكِن الاَهَم أَنَني عَلى ما يَبدو إِعتَدتُ بِالفِعل ،
لَم أَعُد أَشعُر أَو أُفَكِرُ في شَيء كُلَما سَمِعتُ شَيء يَخصُ هذا الأَمر مَرةً أُخرى

ماذا سَوفَ أَحصُد مِنَ الشُعورِ بِشَيء عَلى أَي حال ؟
أَنا أُتعِبُ نَفسي أَكثَر فَحَسب ..
أَجعَلُ الدَمَ يَغلي في عُروقي
بَينَما المُسَبِبين لِهذا ضِحكاتهُم المُزعِجة تَصدَحُ في غُرَفهِم ..
لا يَستَحِقونَ شَيئاً مِن تَعَبي بَتاتاً وَ لا حَتى ذَرة

شَعَرتُ بِالخَدَرِ مِن وَضعيَتي بَعدَ مُدَة لِذا نَهَضتُ مِن مَكاني أَترُك لِقَدمايَ السَيطرة بِالذَهاب إِلى الوِجهة التي تَرغَبُ بِها ..

حَتى وَجَدتُ نَفسي أَقِفُ في الحَمام وَ أُمَرِرُ أَنامِلي آذِناً لِتِلكَ المِياه الدافِئة بِالإِنسياب عَلى كامِل جَسَدي المَكسو بِالمَلابِس
رَفَعتُ رَأسي لِلأَعلى مُغلِقاً عَينايَ عِندَما شَعَرتُ بِنَسَماتِ الهَواء تَلفَحُ جَسَدي الذي إِلتَصقَت علَيهِ المَلابِس المُبتَلة وَ قَطَرات المِياه تَنزَلِق عَلى وَجهي

بَقَيتُ عَلى هذا الحال لِمُدة وَ بَعدَها نَظَرتُ ناحية يَدي التي هَدأَت الآن بَينَما عَقلي يَعرِضُ مَشهدَ الإِرتِجاف الذي أَصابَها ..
أَنا أَشعُر بالنَدَمِ تِجاهَ جَسَدي الذي يَرتَجِفُ بِهستيرية مُخيفة أَثرَ المَوقِف كَـرَدَةِ فِعلٍ مُعتادة مِنه أَكثَر مِن كَونِها أَثرَ مَشاعِري أَو ما شابَه ..

نَعَم هذا يَبدو لي كَـرَدَةِ فِعلٍ مِن جَسَدي فَحَسب لِأَنَني بِبَساطة .. لا أَشعُر بِشَيءٍ ..
يُداهِمُني الفَراغُ فَقَط ،
كَما قُلت سابِقاً إِعتَدتُ بِالفِعل وَ أُدرِكُ تَماماً أَنَ لا شَيء يَستَحِقُ أَن أُجهِدَ نَفسي لِأَجلِه ..
حَتى لَو كانَ مؤلِماً لي فيما مَضى ،
فَـحَتى الاَلَم يَخِفُ بِتِكرارِه بِكِثرة لِذلكَ لَم أَعُد أَتأثَر أَو أَشعُر بِه

تَنَهَدت .. لا رَدَة فِعل وَلا كَلام وَ لا أَي شَيء مِني .. فَقَط تَعَب غَريب
لَقَد أَصبحَ إِبداءُ رَدَة فِعل عَلى هذا الأَمر مَضيعة لِوَقتي وَ مَشاعِري فَقَط وَ أَنا لَن أُضَيعَ شيئاً مِنهُم!

" Book or Coffee? "Onde histórias criam vida. Descubra agora