" الـبـارت الـسـادس "

38 8 16
                                    

هيَ ..
عِندَما إِستَمَعتُ إِلى طَلَبِه صُدمت بِشِدة .. نَحنُ لا نَحتاجُ موَظَفين فَـعَدَدُنا كافٍ بِالفِعل
لكِنَني فَكَرت ..
مَن يَهتَم بِالعَدَد وَ وِفرَتِه؟
بِموافَقَتي عَلى طَلَبِه سَيَكونُ أَمامي كُلَ يَوم ..

كَلِمَةٌ واحِدة ..
سَتَسمَح لي بِرؤيَتهِ كُل يَوم ..
سَتَسنَح ليَ الفُرصة بِالهيامِ بِعَينيهِ دونَ قيود ..
سَتَمنَع فِكرةَ أَن يَختَفي مِن حَياتي ..
سَيكونَ مَوجوداً أَمامي بِجانبِ تواجُدِه في أَحلامي .. يالَهُ مِن شُعور ..

حَسَناً قَد يَتِم تَوبيخي عَلى موافَقَتي لكِن لا يُهِم لَن أُضَيعَهُ مِن بَينِ يَداي
لِذا أَخَذتُ نَفَساً طَويلاً قَبلَ أَن أَرسُم إِبتِسامة عَلى وَجهي وَ أُحاوِل صُنعَ حِوارٍ عَمَلي لِكَي لا أَبدو غَريبة أَو غَير مَسؤولة بِنَظَرِه

" لِما تُريدُ الوَظيفة بِشِدة لِهذِه الدَرجة؟ .. أَشعُر بِالفضول ناحيةَ إِصرارِكَ هذا "
قُلتُ بِهدوء ليَأتيني الرَدُ بِذَكاء وَ إِقناع كَأَنَهُ مُجَهَز بِالفِعل ..
هوَ يُثيرُ إِعجابي بِشِدة بِلَباقةِ كَلامِه وَ نَبرة صَوتِه المُذيبة لِلذي يَنبضُ في داخلِ صَدري

" كَـطالِبٍ مُتأَخِر في الحصولِ عَلى مِنحَتِه حَصَلتُ عَلى مَكانٍ لِلسَكَن بِصعوبة وَ بِسعرٍ مُرتَفِع بِالطَبع لِأَنَ الشُقَق ذو الأَسعارِ المُناسِبة تَم حَجزُها بِالفِعل وَ مَصاريفي بِمُفرَدِها مُرتَفِعة بِما يَكفي إِلى جانِب الجامِعة لِذا أَحتاجُ إِلى عَمَلٍ جُزئي كَـدَخلٍ إِضافي لِذا أَتَمَنى موافَقَتَكِ يا - "

صَمَتَ قَليلاً بِإِحراجٍ لَطيف بَينَما إِتخذَت يَدهُ طَريقَها إِلى أَسفَلِ رَقبَتَه يُمَسِد عَلَيها بِتَوَتُر واضِح لِذا صَدَرَت مِني قَهقهة خَفيفة عَلى مَنظَرِه اللَطيف
" «هيذر» .. «هيذر روتشيلد» وَ لا حاجة لِتِلكَ الرَسميات الكَثيرة .. فَـأَنا بِعُمرِ ال 19 فَقَط "

إِبتَهَجَت مَلامِحُه قَبلَ أَن يَطغى الحَماس عَلى نَبرَتِه أَثناءَ التَحَدُث
" نَحنُ في نَفسِ العُمر! أَنا «هاريسون آلبرت» "
" تَشَرَفتُ بِمَعرِفَتِكَ «هاريسون» ، في أَي تَخَصُصٍ أَنت؟ "
" أَنا في تَخَصُص طِب النفس المَجموعة الثانية B "
" ما كُلُ هذِه الصُدَف .. أَنا في تَخَصُص طِب النفس أَيضاً لكِنَني في المَجموعة الأَولى A
وَ بِما أَنكَ ذَكَرتَ تَأخُر مِنحَتِك فَـهذا يُفَسِر عَدَم لِقائي بِك "

" نَعَم عَلى ما يَبدو .. لكِن المَعذِرة ماهوَ رَأيُك في أَمرِ الوَظيفة "
" اوه الوَظيفة .. تَوَقَعتُ أَنكَ سَوفَ تَستَنتِج رَأيي بِخصوصِ الأَمر مِن طَلَبي لَك أَن تَتَخَلى عَن  الرَسميات في حَديثِكَ مَعي "
" آسِف لكِنَني لَم أَستَقبِل إِشارَتَكِ بِشَكلٍ جَيد عَلى ما يَبدو "
" لا بَأس .. أَنتَ قُبِلتَ في الوَظيفة «هاريسون آلبرت» .. يَسُرُني إِستِقبالُكَ كـَأَحَد أَفرادِ طاقَمِ المَقهى "

" Book or Coffee? "Where stories live. Discover now