" الـبـارت الـتـاسـع "

68 7 4
                                    

هوَ ...
أَن تَرى أَبشَع أَشرِطة حَياتِك يَمُر أَمامَك بِلَمحَةٍ خاطِفة أَثرَ كَلِمة واحِدة لا أَكثَر هوَ ما يَجعَلُكَ تُدرِك كَيفَ أَنَ داخِلكَ ما زالَ في تآكُلٍ أَثرَ ما حَدَث ..
تَتَدارَكُ بَقائَكَ عِندَ تِلكَ النُقطة ، تِلكَ اللَحظة ، تِلكَ الكَلِمات
أَنتَ لَم تَتَحرَك مُنذُ ذلِكَ الحين .. لازالَت حَياتُك تَدورُ حَولَ ذلِكَ اليَوم في تِلكَ الساعةِ وَ الثانية ..

أَشعُرُ بِـأَني أُهلِكتُ روحياً حتى باتَ الجَسَدُ ضائِقاً عَلى الروحِ
مُتعَباً مِن إِحتِوائِها مُناجياً بِالراحَةِ التي لا يَكادُ يَلمَسُها ..

رَفَعتُ أَنظاريَ عَنِ الكِتاب الذي بيَدي مُخَتنِقاً مِما قَرَأت فَـوَقَعَ نَظري عَلَى هيذر التي كانَت هادِئة لِدَرجة شَكَكَتني إِن كانَت تَتَنَفَس .. لِتَقعَ أَنظاري عَلى مُقلَتيها اللَتان تَزَيَنتا بِقَطَراتٍ مِن الدموعِ المالِحة
إِجتاحَتني رَغبَةٌ عارِمة لِمَعرِفةِ ما بِها ، مالَذي قَد يَستَحِقُ دَمعةً مِن عَينَيها؟
نَظَرتُ لِعَينَيها مُطَولاً أُحاوِلُ قِراءة بِعضٍ مِما فيها ،
كانَ حُزنها مَألوفاً عَلى دواخِلي
كَأَنَها تَحمِلُ جُزءاً مِن العِبئِ الذي أَحمِلهُ أَنا عَلى كَتِفاي
وَ هذا ما دَفَعَني لِلِإِقتِرابِ لَها وَ هيَ كانَت تَقتَرِبُ لكِن بِخطواتٍ بَطيئة
أَسرَعتُ أَكثر لِأَخذِها بَين ذِراعَي مِن دونِ وَعي
صَوَبتُ مُقلَتاي نَحوَها كانَت تَظهَرُ عَليها الصَدمة لكِن لَم تَدُم ثَوانٍ إِلا وَ شَعَرتُ بِها تَجَهشُ بِالبُكاءِ وَ لكِن بِصَمت .. لَم أَفهَم كَيف .. أَشعُر بِعُمقِ وَ قوَة أَلَمِها لِكنَها لا تُصدِر صَوتاً ،
شَعرتُ بِيَداي تَشِد مِن قَبَضتِها حَولَ ظَهرِها ، أُرَبِتُ عَلَيهِ بِلُطفٍ

أَنَني أَعلَمُ .. بِالنَظَرِ إِلى عَينَيكِ أَعلَمُ.. 
أَعلَمُ أَنَكِ تُريدين الأَمان
ذِراعان يُحاوِطانكِ مِن دِون إِستِئذان
غَيرُ مُباليَتانِ لِلوَقت مَهما مرَ في أَثناءِ تَواجُدكِ بَينَ هاتِهِ الأَحضان
حُضنٌ تَتَجَرَدينَ بِه مِما يُثقِلُ كاهِلَكِ وَ أَجفانَك
بِلا شُروطٍ
بِلا زَمَانٍ
بِلا كَلام
حُضنٌ دافِئٌ فَحَسب ..

اهٍ كَم رَغِبتُ لَو يَنطقُ لِساني وَ يُبيحُ بِما يَجوب في خاطِري مُريحاً إِياي مِن الحروفِ التي تتَجمَعُ في حُنجِرَتي مُطالِبَةً بِحَقِها في الخُروجُ لِأَجلكِ
لكِن ماذا أَفعَل؟
فَـ أَنا لَستُ بارِعاً في الحَديث وَ إِنتقائهِ مِثلَكِ ..
سَـأَبدو أَبلَهاً لا يَعرِفُ حَتى الهِجاءَ أَمامكِ..
لِذلكَ إِكتَفَيتُ بِإِحاطَتكِ بِذِراعيَ لَعلَ و عَسى أَن تَفي أَنامِلي بِغَرَضِ أَن تَبوحَ عَما في داخِلي مِن شُعور ..

بَقيتُ على هذا الحالِ دَقائِق قَليلة .. أَم عَديدة؟ أَنا لا أَعرِفُ حَقاً فَقَد كُنتُ تائِهاً في ذلِكَ الشُعور الغَريب الذي يُداهِمُني مِنها ، لِما أَشعُر أَنَني مُرتَبِطٌ بِها بِطَريقة ما؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 17, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

" Book or Coffee? "Where stories live. Discover now