Chapter 26

20.9K 879 73
                                    

فـيولـيت***

عندما خرجنا لتناول الطعام في الخارج، كنت متحمسة لفكرة الخروج. يمكنني أخيرًا الشعور بالحرية، حتى لو للحظات قليلة. ولا أنكر أن معدتي كانت بحاجة ماسة للإشباع.

توقفنا أمام مطعم فخم، واضح من مظهره أن مرتاديه من علية القوم، وليونيل أحدهم. لم أكن مهتمة بالمكان بقدر اهتمامي بجودة الطعام. دخلنا، وأرشدنا النادل إلى الطاولة. وضع أمامي قائمة الطعام، وبدأت أقلب صفحاتها. الأسماء كانت غريبة، والأسعار مبالغ فيها، والخيار الوحيد أمامي: الخضار. تركت القائمة على الطاولة وحدّقت في ليونيل. وعندما طلب، أخبرته فورًا أنني أريد نفس طلبه.

نظر إليّ باستغراب، حاجباه معقودان، ثم قال: "إنه طبق خضار جانبي."

تجمدت، لم أكن أعلم أنه مجرد خضار! أنا جئت لإشباع معدتي، لا لأتبع حمية. شعرت بالحرج، وفركت يدي بتوتر. لاحظ ذلك، فطلب عني. زفرت براحة، ونظرت إليه لأشكره.

لكن فجأة ظهرت تلك المرأة. شعرت بالضيق لمجرد جلوسها بجانبه، وهي تثرثر عني دون توقف. لم أكن أملك طاقة للرد، فتركتها تتحدث، لكن ردة فعل ليونيل ودفاعه عني جعلاني أشعر بسعادة خفية. وعندما جعلها تنصرف، وقد بدا عليها أن كرامتها تحطمت، شكرته بابتسامة صغيرة. شعرت بالامتنان له... لكنه عاد ليضايقني.

تمتمت بعبوس وأنا أحدّق فيه:
"ليس من الطبيعي أن يظهر شخص فجأة ثم يتبيّن أننا نتشارك عقد زواج، من دون علمي! هل هذا طبيعي برأيك؟"

ظهرت تلك الابتسامة المستمتعة على وجهه، وقال بنبرة هادئة حاسمة:
"في الحب والحرب، الطرق لا تهم. كل شيء مباح. طالما أنني حصلت على مبتغاي، فهذا أكثر من كافٍ."

رددت بامتعاض، من دون أن أنظر إليه:
"إنها طرق ملتوية."

لم يقل شيئًا. جاء النادل، وبدأ يضع الأطباق أمامنا. كانت الطاولة تمتلئ شيئًا فشيئًا. كل هذا؟ من أجلي؟ رفعت رأسي لأراه يضع أمامه طبق الخضار الغريب، لا أذكر اسمه حتى الآن. هل يعذب نفسه؟ لماذا يأكل هذا فقط؟ أبعدت نظري حين لاحظ تحديقي نحوه، فقال بصوت خافت وهو يقرّب الصحن إلي:
"كلي."

أخذت الملعقة وحشوت فمي بلقمات كبيرة، مضغتها بحذر كي لا أختنق. راقبته وهو يأكل بهدوء وأناقة. رفع نظره نحوي، وقال بصوته العميق الرجولي:
"هل يعجبكِ النظر إلى وجهي؟"

أدرت نظري بسرعة. عاد يضايقني من جديد! وقفت وقلت له:
"انتهيت، سأذهب لغسل يدي."

أومأ لي، فذهبت فورًا. وجدت لافتة تشير إلى الحمام النسائي، دفعته ودخلت. غسلت يدي ووجهي بسرعة. يا إلهي، ماذا يحدث لي؟ لماذا لا أستطيع إخراجه من رأسي؟

التفت للخروج، فوجدت تلك المزعجة مجددًا. صرخت بي بغضب:
"أيتها الساحرة القبيحة! لماذا قال السيد ليونيل إنكِ زوجته؟ ما الذي فعلته به؟!"

زفرت بضيق وأجبتها:
"أخبرتكِ، اذهبي له وحلي مشكلتكِ معه، لا معي. أنتِ فقط تضيّعين وقتكِ بالوقوف هنا."

عقدت حاجبيها بازدراء، وردّت بحقد:
"أقسم أنني سأجعلكِ تندمين."

قبل أن أرد، جاء صوت قطع الصمت:
"اجرؤي على فعل ذلك، وسأجعل الجحيم يرحّب بكِ."

ليونيل***

حين غادرت لتغسل يديها، تأخرت قليلًا. نهضت وذهبت لدفع الحساب، ثم توجهت إلى حيث ذهبت. لم يكن هناك أحد، وعندما دفعت باب الحمام، وجدتها تقف أمامي... وابنة الوغد معها. ألم تغادر بعد؟ لقد تجاوزت حدودها، خصوصًا بعد جملتها الأخيرة. حذّرتها، لكن الأمر لن يبقى عند حدود الكلام. والدها الآن في قبضتي، وإن كانت تحبه كما يدّعي، فقد وجدت نقطة ضعفها.

سحبت فيوليت للخارج، وكان السائق قد توقف بجانب المطعم. فتح الباب، تركت يدها لتصعد، ثم ركبت خلفها وانطلقت مسرعًا. لم أحدثها، ولم تتكلم بدورها. أوقفت السيارة حالما عبرنا بوابة المنزل. نزلت وفتحت لها الباب. خرجت وهي تنظر إليّ باستغراب. شبكت يدي بيديها ودخلنا المنزل، ثم صعدنا السلالم وتوقفنا أمام الغرفة. تركت يدها وفتحت الباب، وانتظرتها لتدخل. دخلت، فأغلقت الباب خلفها.

اقتربت منها بخطى هادئة، وعيناي لا تفارقها. وقفت أمامها ومددت يدي لأمسك بمعصمها، وقلت:
"فيول، أخبريني... ماذا يقول قلبكِ؟ هل هناك مشاعر مخفية؟ اسألي قلبكِ، هل حقًا لم يكن لي بداخلكِ أي شعور؟"

لم تتكلم. رفعت ذقنها بلطف وهمست بحرارة:
"لا تقولي شيئًا... سأتأكد بنفسي."

قربت وجهي، اختلطت أنفاسنا، وهمست:
"الآن، لو دفعتِني، سأعرف أنكِ لا تريدينني. لكن إن لم تفعلي... فسأتأكد أن المشاعر التي تخفينها أقوى مما تعتقدين."

نظرت إليّ بقلق وعدم فهم. طبعت قبلة ناعمة على شفتيها، ارتدت للخلف، فسحبتها من خصرها حتى التصق جسدها بي. وضعت يديها المرتجفتين على صدري، تأوهت حين عضضت شفتيها بلطف، وأغمضت عينيها وتصلب جسدها. دق قلبي بشدة... لقد حصلت على الجواب.

رفعتها بين ذراعي، فلفّت ساقيها حول خصري، ثم وضعتها بخفة على السرير من دون أن أقطع القبلة. تابعت تقبيلها حتى احتاجت إلى الهواء. ابتعدت عنها، تتنفس بسرعة، وصدرها يعلو ويهبط. تمتمت بين أنفاسها:
"أوه... ماذا فعلت بي؟"

ابتسمت بخبث، وأجبتها:
"ما الذي فعلته؟ لقد قبلتكِ فقط."

نظرت إليها برغبة، ودفنت وجهي في عنقها، لعقتها ببطء، ثم عضضتها. سمعتها تتأوه، تبًا... أنا فقط أعذب نفسي.

رفعت رأسي لأنظر إلى وجهها، وجنتاها محمرتان، وأنفاسها مضطربة. همست:
"ليو... الجو حار."

ابتلعت ريقي، ولعنت بيني وبين نفسي. خلعت سترتي وربطة عنقي ورميتهما جانبًا بإهمال. لمست وجنتيها، وهمست:
"فيول... قولي إنكِ تريدينني."

أدارت وجهها للجانب وهمست بصوت ضعيف:
"ماذا تفعل بي؟"

وضعت إصبعي على شفتيها:
"ششش... أنا فقط... أغريكِ."

بلعت ريقها بتوتر، حاولت الابتعاد، لكنني أوقفتها، أمسكت برأسها، وعدت أقبلها بعمق. نزلت لرقبتها، ثم لعظم الترقوة، ثم لخط صدرها، وتركت علامات الملكية. أطلقت زفيرًا عاليًا حين رفعت جسدها والتصق صدرها بي. تنفست بسرعة، ثم هتفت:
"واللعنة، فيول... أنتِ تعذبينني"

عَرُوس الرَئيسWhere stories live. Discover now