الفصل الرابع: انتهاز..

330 38 46
                                    

«Seize»
.
.
.

• • • •

"نفس اليوم أجل.

علي الاعتراف الآن بأن التسجيل الذي افتتحتُ به اليوم لم يكن النسخة الأولى، لقد قمتُ بإعادة التسجيل وقتها لأن مزاجي كان معكّرًا في أوّل مرة، وعلي الاعتراف أيضًا بأنه أكثر ما يعبر عني الآن؛ لأن مزاجي قد تعكّر مجددًا".

• • • •

- متى أصبحت رئيس الشؤون؟ ظننتك ستظل موظفًا كسولًا طوال حياتك.
- وانت متى أصبحت معيدًا؟ ظننتك ستظل طالبًا فاشلًا طوال حياتك، وصدقني لن تذوق طعم الدكتوراه طالما أنا هنا، ستظل معيدًا لبقية حياتك هذا إن لم تقرر اعتزالها.
- مهنة المعيد أم حياتي؟!
- كلتاهما.

كان هذا حوارًا 'لطيفًا' بين المرشد الطلابي "كيم سوكجين" و معيد قسم علم النفس "كيم نامجون"، وقد كان كل منهما يجلس على الأريكة المقابلة للآخر مكتف اليدين وإحدى ساقيه متموضعة على الأخرى، ترتسم الابتسامة المتكلّفة على وجهيهما وهالتهما المخيفة تطغى على البهو الذي يخلوا من غيرهما.

كانا يتحدثان بنبرةٍ ودودة، ولكن من محور الحديث فمن الواضح أن لا ود بينهما.

- ما الذي تريده "كيم نامجون"؟
نطقها "سوكجين" بحدة متخليًا أخيرًا عن تمثيله الساخر، ولكن المعني لم يفعل عندما أجابه بنفس ابتسامته: - لا شيء، أنا هنا لأجل رسالة الدكتوراه كما قُلت سابقًا.

أومأ "سوكجين" بحاجب مرفوع: - موضوع الرسالة؟
تحدث "نامجون" بتلقائية وكأن الأمر بديهي: - عن حياة الشباب الجامعيين.
- آه أجل وبالتأكيد التوغل في مشاكلهم الخاصة جدًا والتي لا تخص الجامعة حتى.
تحدث المرشد سريعًا وقد عادت ابتسامته الساخرة، ليجيبه "نامجون" بنفس ثباته: - تعلم، التطرق لهذه الأمور ستضفي جو الإثارة على الرسالة.

وكم حاول استفزاز الآخر بحديثه وقد فعل.
مما جعل 'جلسة التحقيق' تأخذ منحنى أكثر دقة عندما سأل "سوكجين": - لمَ اخترت هؤلاء بالذات؟، حسنًا سيكون جوابك مجرّد صدفة، ولكنّي أعرفك ذو كبرياءٍ فذ وقد سمعتُ من أحدهم أنه قد تم معاملتك بأسلوبٍ قد يبقى كبرياءك مدفون لعام.
تدخل "نامجون" ساخرًا: - لعدة أعوامٍ أقسم.
ضحك "سوكجين" بغير فكاهة: - إذن؟ لمَ مازلت على موقفك؟ كان بإمكانك البحث عن أي طلابٍ آخرين منذ أن تلقيت اعتراض هؤلاء، أنت في سكن مليء بالطلاب الجامعيين، فلمَ هؤلاء بالذات؟

"ذكي".. هذا ما فكّر فيه "نامجون" فهو يعلم بأن هذا الماثل أمامه حاد الذكاء وسريع البديهة، توقع بأنه لن يبرح حتى يعرف السبب الحقيقي؛ لذا حاول زيادة عيار أسلوبه المتملّق ناطقًا بابتسامة رقيقة لتظهر غمازته الجميلة: - هيون....
ولم يكد يكملها حتى قاطعه الأكبر رافعًا سبابته أمامه بتحذير: - إياك، أعرف أسلوبك عندما تحاول التودد للآخرين باستخدام الألقاب التي تروق لهم، ولكي أحيطك علمًا أنا لن أحب كلمة هيونغ عندما تُنطق بلسانك أبدًا.

مَتَاهَةُ يَانْغْ | BTSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن