الفصل العاشر: قلب الطاولة..

279 32 64
                                    

.
.
.
•  •  •  •

”ما سأذكره الآن ليس اكتشاف لَحظي أو استنتاج شخصي، إنها حقيقة مسلم إليها.

لكلٍ منّا معاناته الخاصة، ولكلٍ منّا أسلوبه الخاص في إخفاء معاناته الخاصة.

لم أعلم سوى اليوم أن "S" كاني يخفي بؤرة معاناته بين طيات هدوئه الموحش“.

•  •  •  •

الوضع على ما هو عليه، أربعتهم يجلسون في البهو، لماذا؟ ببساطةٍ هم بانتظار حضور البقية لحسم الأمر كما شرط "نامجون".

"هوسوك" لديه عمل مسائي وقد يصل في أي وقت، "يونغي" في الجامعة بسبب محاضراته المسائية، أما "تايهيونغ" فهو نائمٌ بالفعل ولكن "جيمين" أهمل ذكر هذه المعلومة بهدف المماطلة، ولا يدري أن "نامجون" يعلم بوجوده كونه قد التقى به منذ عدة ساعاتٍ في المطبخ ولكنه تغاضى عن الأمر بإرادته.

في الواقع حالهم لم يكن كالصورة الثابتة، ف"نامجون" قد غادر لبعض الوقت بعذر الذهاب لدورة المياه على الرغم من أن وجهته الحقيقة كانت غرفة المكانس كي يدلي بأجدد ما لديه لمسجله كونه لم يطق الانتظار، وقد عاد لمكانه بعدها بعشر دقائق ليتصفح هاتفه بصمت.
"سوكجين" كان يتنهّد من وقتٍ لآخر بينما تعانق كفه الأخرى وهو يفكر في حلٍ لهذه الورطة، هل سيفهم طلابه نظراته المتوسلة بأن لا يُبدوا انزعاجهم؟
"جونغ سول" تغط في أعماق النوم بين أحضان "جيمين" الذي مازال يحملها، بينما شقيقها غير قادرٍ على التحكم في حركة قدمه التي تضرب الأرض بتتابعٍ سيؤرق شقيقته إن حملها بالتأكيد.

ذاك الأخير بين الفينة والأخرى يحوّل أنظاره بين "نامجون" الذي يدعي اللامبالاة و"سوكجين" المنخرط في أفكاره، الأصغر فعليًا ينتظر اندلاع شجارٍ بينهما، وعلى الرغم من أن هذا سيولّد جوًا مشحونًا أكثر في المكان إلّا أنه يعلّق آماله في إمكانية ميل الكفة لصالح "سوكجين" وتحكمه في زمام الأمور بالتالي إجبار "نامجون" على العدول عن قراره بأي شكل، أو قد تأتي الرياح بما لا تشتهي سفينته الواهنة فيزيد غضب "نامجون" ويقرر إخبار المدير دون الاستناد لأحكامه حتى، أيهما أقرب؟

قاطع تلك الأجواء الرتيبة صرير باب السكن، وعلى الرغم من أن البهو غير مطلٍ على الباب إلّا أنه يتوسّط المكان أي أن أي أحدٍ سيخرج أو يدخل إحدى الغرف سيمر به.

انتظر جميعهم بترقبٍ وصول الشخص الذي دخل السكن، وخلال ثوانٍ كان "هوسوك" قد دلف البهو بخطى بطيئة بينما يتفحص هاتفه في الآن ذاته، انشغاله بالهاتف كان كفيلًا بجعله يدخل غرفته دون الانتباه للمتموضعين على الأريكة وبالفعل كان قد اتخذ خطواته لغرفته، ولكن أحدهم لم يسمح بذلك وقد كان "نامجون" الذي تحمحم لافتًا انتباهه.

توقف "هوسوك" مكانه ورفع رأسه عن هاتفه أخيرًا ليوزّع بصره بينهم، وقبل أن ينطق كان قد لاحظ تلك الصغيرة التي تتوسط ذراعي "جيمين"، انشده لفترةٍ كونه يراها لأول مرةٍ لكن لم يطل الأمر حيث انفرجت ابتسامته وهو يسير نحوهم بخطواتٍ سريعة وأنظاره معلّقة على الصغيرة التي لاتزال تعانق النوم.

مَتَاهَةُ يَانْغْ | BTSWhere stories live. Discover now