الفصل الواحد والعشرون: خارج نطاق التغطية..

275 31 40
                                    

.
.
.
•  •  •  •

”أحيانًا كل ما تحتاجه منا الحياة هو الهدوء..

الهدوء سيعيننا على فهم ما نمر به وبالتالي إيجاد الطريقة المناسبة للتصرف..

الهدوء سيقلل من الانفعالات الغير مبررة وسوء الفهم عديم الفائدة..

الهدوء سيقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض العصبية والجسمانية الناتجة عن الانفعال المفرط..

لكن على هذا الهدوء أن يكون سيد الموقف طوال ذاك الوقت.. وأن لا يكون متبوعًا بأي عاصفة..“.

•  •  •  •

أسبوع انقضى..
ذاك الأسبوع لم يكن حافلًا بالكثير من الأحداث، ولكنه كان مسالمًا إلى حد ما لذا هو أفضل مما سبقه بكل تأكيد.

أكبر اثنين في السكن كانا يتجنبا التواجد في نفس المكان حتى، بعد عراكٍ كاد ينتهي بإصاباتٍ جثيمة لو لم يتدخل "هوسوك" و "يونغي" لإيقافه، والدليل على مدى حدته هو أنه حتى مع مرور الأسبوع لازالت الكدمات والجروح تزين وجهي كليهما..

من المخطئ؟
بالطبع لن يعترف أحد بأنه كذلك وكلٌ سيدافع عن وجهة نظره، لكن نظرات الفتية وحتى دول حديث أشعرت "سوكجين" بأنه المخطئ الأول هنا، يكفي أنه من المفترض أن يكون المرشد لهم ولكنه بدلًا عن ذلك خاض شجار في وسط سكنهم وفي توقيت لا يحتمل المزيد من الضغوطات، لذا هو شعر بالخجل من نفسه وقرر عدم اللجوء للعنف مجددًا وأن يكون أكثر تحكمًا في انفعالاته.

بالرغم من ذلك كان لا يزال من الصعب عليه فهم ما يحدث مع طلابه..

"جونغكوك" ومنذ رحيل شقيقته بدت حالته مستعصية، بالكاد يخرج من غرفته كما أنه انقطع عن الذهاب للجامعة، يتجنب التفاعل مع أي أحد، حتى أنه كان يرفض الرد على اتصالات عمه مع علمه أنها الطريقة الوحيدة حاليًا لسماع صوت شقيقته!
حالته تلك جعلت الأكبر يفهم مقصد "نامجون" عندما حاول الشرح أن ما أصاب الفتى نتج عن مشاعر مكبوتة منذ حادثة والديه، وليس السبب مغادرة شقيقته بشكل مباشر.
وفي محاولة من المرشد لفهم المزيد اضطر لتسليط "جيمين" باستمرار كي يسأل "نامجون" عن وضعه، والأخير لم يبخل بالرد وأوضح أن "جونغكوك" بحاجة للوقت فقط، وأنه خلال أيام سيخرج من قوقعته.
وبالفعل! قبل انتهاء ذاك الأسبوع بيوم حدث ما قال، وخلال تواجد الطلاب بالإضافة لمرشدهم على مائدة الفطور في يوم العطلة خرج "جونغكوك" من غرفته وشاركهم الجلوس بهدوء شديد، لم يعلق أحد على الأمر وقتها واستمروا بتقريب أطباق الطعام منه وهو بدوره اكتفى بأن يشكرهم بخفوت.

بعد ذاك الشجار أحس "هوسوك" بأن عليه الخروج من الظلمة والعودة لإشراقته كي يساعد في التحسين من الأجواء السائدة، وبالفعل عاد لممارسة روتينه الطبيعي من دراسة وعمل، ويوم العطلة قام بإيقاظ الجميع لأجل الفطور كما كان يفعل عادة، كان مترددًا من دعوة "نامجون" لمائدتهم وقتها، هو لم يعد يملك أي ضغينة تجاهه لكنه يخشى تواجده و"سوكجين" في مكان واحد، وقد أراحه "نامجون" وقتها بأن خرج من السكن منذ الصباح ولم يعد حتى مغرب الشمس، وحال عودته رآى غرفة "جونغكوك" التي فُتح بابها أخيرًا مما جعله يبتسم مستشعرًا نشوة الإنتصار.

مَتَاهَةُ يَانْغْ | BTSWhere stories live. Discover now